قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن إيران لم توافق حتى الآن على السماح بالتفتيش على البرنامج النووي الإيراني، كما لم تتعهد بوقف عمليات تخصيب اليورانيوم. وأكد أنّه لن يسمح لطهران باستئناف برنامجها النووي تحت أي ظرف.
صرح ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية إير فورس وان الجمعة، أنّه يعتقد أن البرنامج النووي الإيراني قد تراجع بشكل دائم بفعل الضغوط، لكنه أشار إلى أنّ إيران قد تعيد تشغيله في موقع آخر، وهو ما وصفه بأنه سيكون مشكلة كبيرة.
مباحثات مرتقبة مع نتنياهو
وأضاف الرئيس الأميركي أنه يعتزم مناقشة الملف الإيراني مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته المرتقبة إلى البيت الأبيض يوم الاثنين، مؤكدا استمرار التنسيق بين واشنطن وتل أبيب بشأن القضايا النووية الإيرانية.
تعليق إيران تعاونها مع وكالة الطاقة الذرية
في سياق متصل، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) الجمعة أنها سحبت مفتشيها من إيران، مع تصاعد الخلافات حول السماح لهم بالعودة إلى المنشآت النووية التي تعرضت لهجمات أميركية وإسرائيلية.
وكانت إسرائيل قد شنت ضربات عسكرية على مواقع نووية إيرانية في حرب استمرت 12 يومًا قبل ثلاثة أسابيع، بدعم أميركي عبر هجمات جوية مكثفة بتاريخ 22 يونيو الماضي.
رفض إيراني واتهامات متبادلة
رفضت إيران السماح لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي بزيارة المواقع المستهدفة، ووصفت طلبه بـ”عديم المعنى” بل وربما “ذو نية خبيثة”، بحسب تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
من جانبها، اتهمت طهران الوكالة الدولية بالانحياز، لا سيما بعد صدور قرار في 12 يونيو يتهم إيران بعدم الامتثال، قبل يوم واحد فقط من بدء الهجوم الإسرائيلي، معتبرة ذلك انتقاصًا من سيادتها.
قرار بقطع التعاون النووي
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أصدر مرسومًا يقضي بوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد أن وافق البرلمان ومجلس صيانة الدستور على ذلك. وينص القانون الجديد على استمرار التعليق حتى ضمان حماية المنشآت والعلماء الإيرانيين.
مصير اليورانيوم الإيراني
لا يزال الغموض يكتنف مصير نحو تسعة أطنان من اليورانيوم المخصب، بينها أكثر من 400 كيلوغرام مخصب حتى 60٪، وهو مستوى يقترب من الاستخدام العسكري دون بلوغ حد 90٪ اللازم لصنع سلاح نووي.
رغم ذلك، تؤكد إيران تمسكها بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT)، مشددة على أنّ برنامجها للأغراض المدنية فقط، في حين تتمسك الولايات المتحدة وإسرائيل بموقفهما بأن إيران تسعى لإنتاج سلاح نووي.
موقف الوكالة الدولية
أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية غروسي أنّ استعادة حق المفتشين في دخول المنشآت النووية الإيرانية تمثل أولوية قصوى، لكنه لم يتلقّ حتى الآن إشعارًا رسميًا من طهران بخصوص تعليق التعاون.
سياق العلاقات الأميركية الإيرانية
يأتي هذا الموقف في ظل توتر مستمر بين الولايات المتحدة وإيران حول الاتفاق النووي، وسط مساع دبلوماسية متعثرة لإحياء الاتفاق الذي انسحب منه ترامب في عام 2018.