أثار حكم قضائي جديد جدلًا واسعًا بعدما ألزم شركة OpenAI بالاحتفاظ بجميع سجلات محادثات مستخدمي ChatGPT، بما في ذلك تلك التي اعتقدوا أنهم حذفوها. ويعد هذا القرار جرس إنذار لكل من يهتم بخصوصية بياناته وأمن معلوماته الرقمية.
قرار قضائي يُثير المخاوف
وفقًا لموقع رويترز، جاء القرار ضمن دعوى قضائية رفعتها صحيفة نيويورك تايمز وعدة مؤلفين ضد OpenAI ومايكروسوفت، متهمين الشركتين باستخدام محتوى محمي بحقوق النشر لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي دون تصريح.
وقد قضى قاضي صلح في نيويورك بإجبار OpenAI على حفظ كل محادثات المستخدمين طوال فترة القضية، حتى تلك التي جرى حذفها، مع تعليق سياسة المسح التلقائي للمحادثات بعد 30 يومًا.
هذا الإجراء يشمل مستخدمي جميع خطط ChatGPT المجانية والمدفوعة مثل Plus وPro وTeam، لكنه لا يسري على حسابات Enterprise أو Education التي تخضع لاتفاقيات بيانات خاصة.
اعتراض من OpenAI على القرار
كشفت تقارير عالمية حديثة أن شركة OpenAI قدّمت طلبًا رسميًا في الثالث من يونيو أمام المحكمة لإلغاء هذا القرار، معتبرة أنه يتعارض مع التزاماتها السابقة بحماية خصوصية المستخدمين. وأشار الرئيس التنفيذي سام ألتمان إلى أن مطالب نيويورك تايمز تشكل سابقة خطيرة وتهدد توقعات المستخدمين المتعلقة بأمن بياناتهم الرقمية.
هل الحذف يعني الاختفاء فعلًا؟
لطالما اعتقد المستخدمون أن حذف محادثة يعني اختفاءها بالكامل، إلا أن هذا لم يعد صحيحًا مع القرار الجديد. والسبب أن المحكمة ترى ضرورة الاحتفاظ بالسجلات لأغراض التقاضي، ما يضع خصوصية المستخدمين على المحك.
من جهته، أكد القاضي سيدني شتاين أن صحيفة نيويورك تايمز قدّمت أمثلة كافية على قيام ChatGPT بإنتاج محتوى مأخوذ من مقالاتها المحمية بحقوق النشر، مما سمح باستمرار القضية وفرض هذه الإجراءات.
مع ذلك، لا تزال صحيفة نيويورك تايمز ترفض التعليق علنًا على تطورات القضية حتى الآن.
ماذا يعني ذلك للمستخدمين؟
بصورة عملية، يعني القرار أنه يمكن للفرق القانونية المشاركة في الدعوى الوصول إلى محادثاتك القديمة، حتى التي قمت بحذفها. ورغم تأكيد OpenAI أن فئة صغيرة فقط من الموظفين الأمنيين والقانونيين لهم حق الاطلاع، فإن مجرد إمكانية مراجعة محادثاتك من طرف ثالث يثير قلق الكثير من المستخدمين حول أمن بياناتهم الرقمية.
مع ذلك، من المرجح أن معظم السجلات لن يطلع عليها أحد فعليًا نظرًا لضخامة حجم البيانات. لكن القضية كشفت عن إشكالية أكبر: من يملك حق التصرف في بياناتك ومحادثاتك بعد إرسالها عبر الإنترنت؟
في النهاية، تكشف هذه التطورات أن مفهوم حذف البيانات لم يعد بسيطًا كما نتوقع، ويدعو لإعادة التفكير في خصوصية المحادثات الرقمية ومستقبل أمن البيانات على الإنترنت.