توقع اللواء فايز الدويري، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن تتعرض قوات الاحتلال الإسرائيلي لكمين جديد في مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة. وأوضح أن المقاومة قد تلجأ لهذا الأسلوب لدفع الجيش إلى فك الحصار المفروض على المدينة، في ظل استمرار المواجهات العنيفة.
اعتراف إسرائيلي بخسائر فادحة
اعترف الجيش الإسرائيلي بتكبد خسائر بشرية كبيرة خلال الكمين الأخير الذي نفذته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، واصفًا إياه بأنه من أصعب الهجمات منذ بدء الحرب. وأعلن الجيش مقتل خمسة جنود في الكمين، إضافة إلى جندي آخر حاولت المقاومة أسره في خان يونس جنوب القطاع، كما أصيب ثلاثة جنود بجروح خطيرة في حادثة قنص شمالي غزة.
تأكيد رسمي على الحصار والإنجازات
في أعقاب الكمين، أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير فرض حصار كامل على مدينة بيت حانون. ورغم الخسائر الكبيرة، زعم زامير أن قواته تحقق “إنجازات مهمة” وتلحق “أضرارًا كبيرة” ببنية حركة حماس، وفق تصريحه الرسمي.
القسام تعتمد على معلومات استخبارية دقيقة
وفق تقرير نشره موقع “والا” الإسرائيلي، تعتمد كتائب القسام على معلومات دقيقة تجمعها من ميدان المعركة، وهو ما يمكنها من تنفيذ عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي. وأشار التقرير إلى أن الحركة عينت قيادات جديدة وتخوض حرب عصابات داخل المناطق المكتظة والمحصنة.
المقاومة تواصل القتال رغم الخسائر
يرى اللواء فايز الدويري أن المعركة في بيت حانون ستكون شرسة ومعقدة، مؤكدًا أن المقاومة تعتمد على استراتيجية بدائل القيادة وتجنيد مقاتلين جدد لتعويض الخسائر. كما شدد على أن المعركة لا تقتصر على سطح الأرض، بل تمتد أيضًا إلى الأنفاق والأنظمة القتالية تحت الأرض.
ورغم اعترافه بخسائر المقاومة على مستوى القادة والمقاتلين، أشار الدويري إلى أن استمرار العمليات في مختلف أنحاء غزة يثبت امتلاك المقاومة لبنية قيادة وسيطرة فاعلة.
مشاهد تؤكد قدرة المقاومة على التجنيد والتجديد
عرضت المقاومة الفلسطينية خلال العام الماضي تسجيلًا لعملية نوعية، كُشف فيها أن منفذيها جرى تجنيدهم عام 2024. هذا يؤكد –بحسب الدويري– أن القدرة على التجنيد والتدريب والتخطيط ما زالت قائمة، رغم محاولات الاحتلال تقويضها.
كمين مركب وتكتيك متفوق
وصف الدويري كمين بيت حانون بأنه عملية مركبة من عدة كمائن، مشيرًا إلى أن أداء المقاتلين الفلسطينيين كان متفوقًا بشكل لافت. وتوقع أن يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى تطويق المنطقة بالكامل لتصفية من تبقى من المقاتلين، لكنه لم يستبعد أيضًا أن تنفّذ المقاومة كمينًا جديدًا لإجبار الجيش على الانسحاب أو إعادة التموضع.