في واحدة من أعنف الضربات منذ بداية الحرب، تعرضت العاصمة الأوكرانية كييف، فجر الخميس، لهجوم جوي مكثف شمل نحو 400 طائرة مسيرة هجومية و18 صاروخًا روسيًا، بحسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
الهجوم أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 19 آخرين، مع تسجيل أضرار في معظم أحياء المدينة. كما أظهرت صور ومقاطع من وسط كييف اشتعال النيران في مبانٍ سكنية، بينها شقة في بناية مكونة من ثمانية طوابق، فيما التهمت النيران سيارات وتحطمت واجهات زجاجية بفعل الانفجارات.
تصاعد القصف ينهك الدفاعات الجوية
رغم نجاح منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية في اعتراض غالبية المسيّرات، فإن الهجمات المتكررة من الجانب الروسي أصبحت ترهق الدفاعات، ما يُنذر بمخاطر أمنية متزايدة لسكان العاصمة. وقالت كارينا فولف، وهي من سكان كييف، إنها اضطرت لمغادرة شقتها على عجل قبل لحظات من تحطم النوافذ وسقوط الزجاج داخل المنزل، مؤكدة أن القصف أصبح “رعبًا يوميًا”.
وفي اليوم السابق للهجوم، سجلت أوكرانيا رقمًا قياسيًا بهجوم شمل 728 طائرة مسيّرة، في تصعيد غير مسبوق منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022.
موسكو: استهدفنا مواقع عسكرية
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الضربات استهدفت “مواقع عسكرية وصناعية” في كييف، إضافة إلى “مطارات عسكرية”، بحسب ما نقلته وكالات روسية. في المقابل، قال تيمور تكاتشينكو، رئيس الإدارة العسكرية في كييف، إن القصف أدى إلى حرائق واسعة في مبانٍ سكنية، ومخازن، ومركبات، ومكاتب إدارية.
مؤتمر روما لإعادة إعمار أوكرانيا
تزامن هذا الهجوم مع وجود الرئيس زيلينسكي في العاصمة الإيطالية روما، حيث يشارك في مؤتمر دولي يهدف إلى جذب دعم اقتصادي واستثماري لأوكرانيا. خلال كلمته، دعا زيلينسكي الدول الأوروبية إلى تسريع وتيرة استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل إعادة إعمار بلاده.
دعم أمريكي متجدد ولقاءات دبلوماسية
في سياق الدعم العسكري، أكدت مصادر أمريكية أن الولايات المتحدة بدأت مجددًا تسليم قذائف مدفعية وصواريخ راجمات لأوكرانيا، بعد إعلان سابق للرئيس دونالد ترامب هذا الأسبوع عن التزامه بإرسال مزيد من الأسلحة الدفاعية.
وتسعى أوكرانيا أيضًا للحصول على منظومات باتريوت للدفاع الجوي، والتي أثبتت فعاليتها في التصدي للصواريخ الروسية البالستية.
من جانبه، اجتمع زيلينسكي بمبعوث الرئيس الأميركي، كيث كيلوغ، لمناقشة خطوات دعم إضافية تشمل عقوبات اقتصادية جديدة ضد روسيا، بحسب ما صرح به وزير الخارجية الأوكراني.
تصعيد دبلوماسي في كوالالمبور
في النهاية وفي تطور موازٍ، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية ماركو روبيو سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في العاصمة الماليزية كوالالمبور. اللقاء يأتي في وقت تتزايد فيه الانتقادات الأميركية ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث وصفه ترامب بأنه “يعرقل” جهود إنهاء الحرب.