تتجه الأنظار إلى ملعب “ميتلايف” في نيوجيرسي، حيث يلتقي باريس سان جيرمان وتشيلسي يوم الأحد في نهائي كأس العالم للأندية 2025، بنسخته الموسعة التي تنظمها الفيفا بمشاركة 32 فريقًا لأول مرة. يأتي هذا النهائي بعد شهر حافل بالمفاجآت والدراما الكروية في الولايات المتحدة، ويُعد بمثابة اختبار تمهيدي لكأس العالم 2026 في أمريكا الشمالية.
باريس سان جيرمان: أداء مذهل وسجل دفاعي مثالي
دخل باريس سان جيرمان البطولة وهو يعيش أفضل حالاته، بعد تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه. ومنذ انطلاق البطولة، فاز الفريق في 7 من آخر 8 مباريات، دون أن تستقبل شباكه أي هدف، في إنجاز دفاعي لافت.
في نصف النهائي، سحق الفريق الفرنسي خصمه ريال مدريد بنتيجة 4-0، مستفيدًا من ضغط عالٍ أسفر عن هدفين مبكرين خلال أول 10 دقائق. هذا الأسلوب العمودي السريع الذي يفضله المدرب لويس إنريكي أعاد تشكيل هوية الفريق بعد رحيل النجوم الكبار مثل ميسي ونيمار ومبابي.
شباب باريس يصنعون الفارق
يعتمد لويس إنريكي على جيل شاب يتمتع باللياقة والطموح، يقودهم صانع الألعاب فيتينيا، والظهيران السريعان نونو مينديز وأشرف حكيمي. كما يسطع نجم أوسمان ديمبيلي، المرشح للكرة الذهبية، بفضل تمريراته الحاسمة وأهدافه المؤثرة. كما أظهر الدفاع الباريسي صلابة كبيرة، حيث بلغ متوسط استعادة الكرة 7 مرات في كل ساعة لعب، ما يعكس تفوقًا تكتيكيًا ملحوظًا.
تشيلسي: عودة قوية وفرصة لإنقاذ الموسم
من جهته، وصل تشيلسي إلى النهائي بعد مسار معقد، بدأه بالفوز بلقب دوري المؤتمر الأوروبي عقب موسم محلي مخيب بالكاد أنهاه في المركز الرابع بالدوري الإنجليزي. ورغم الشكوك التي أحاطت بالمدرب إنزو ماريسكا، فإن الفريق أظهر تحسنًا تدريجيًا. وشكلت صفقة انضمام جواو بيدرو نقطة تحول، إذ سجل هدفين أمام فلومينينسي في نصف النهائي، في مباراة شهدت تعاونًا مثاليًا بينه وبين كول بالمر في الخط الأمامي.
ثلاثي الوسط مفتاح الأداء
يعتمد تشيلسي على ثلاثي وسط متكامل: إنزو فيرنانديز، روميو لافيا، ومويسيس كايسيدو، الذين أتقنوا مهام قطع الكرات وفتح المساحات للهجمات المرتدة. ورغم إنفاق أكثر من مليار يورو على التعاقدات، ما زال الفريق يسعى لتحقيق لقب كبير يعيد الثقة إلى مشروعه الرياضي.
نهائي مرتقب بطابع أوروبي عالمي
تكتسي المباراة بطابع خاص، إذ تجمع بين اثنين من أغنى وأقوى أندية أوروبا، على أرض أميركية وفي توقيت استثنائي، وسط حرارة مرتفعة في منتصف النهار بنيوجيرسي. ويطمح كل من لويس إنريكي وإنزو ماريسكا لكتابة فصل جديد في مسيرتهما التدريبية من خلال حصد أول لقب عالمي للأندية بنظامه الجديد.
تعد مباراة نهائي كأس العالم للأندية 2025 بين باريس سان جيرمان وتشيلسي أكثر من مجرد مواجهة كروية، فهي اختبار للهيبة الأوروبية، ونافذة لمستقبل البطولة الموسعة التي تطمح الفيفا لجعلها قاطرة جديدة في تطور كرة القدم العالمية.