تنطلق اليوم في ميناء سيدني الأسترالي مناورات “سيف التعويذة”، وهي أكبر مناورات عسكرية مشتركة بين أستراليا والولايات المتحدة. ويشارك فيها أكثر من 30 ألف جندي من 19 دولة، وتُقام كل عامين، بالتناوب بين أستراليا وبابوا غينيا الجديدة.
تحذيرات مبكرة من التجسس الصيني
استبق بات كونروي، وزير الصناعات الدفاعية الأسترالي، انطلاق هذه التدريبات بالتحذير من احتمال قيام الصين بالتجسس على المناورات، مشيرًا إلى أن الجيش الصيني يراقب هذه التمارين منذ عام 2017. قال كونروي: “سيكون من غير المعتاد ألا تراقب الصين المناورات هذا العام”. ومن جهة أخرى، أوضح أن أستراليا تتابع عن كثب أي تحركات أو مؤشرات على وجود صيني في محيطها. كما أشار إلى أن الهدف المرجح لبكين هو جمع معلومات استخباراتية تتعلق بالتجهيزات العسكرية والأنظمة الإلكترونية المستخدمة خلال المناورات.
أستراليا تحذر من الطموحات العسكرية الصينية
عبر كونروي عن قلقه من تعاظم القدرات العسكرية الصينية، خصوصًا فيما يتعلق بالأسلحة النووية والتقليدية. وأشار إلى أن بكين تسعى لإقامة قاعدة عسكرية في المحيط الهادي، وهو ما تعتبره كانبرا تهديدًا لمصالحها الإقليمية.
سباق النفوذ في جزر المحيط الهادي
تمثل منطقة جنوب المحيط الهادي نقطة توتر جيوسياسي بين الصين والقوى الغربية. ففي عام 2022، وقعت الصين اتفاقية أمنية سرية مع جزر سليمان، ما أثار مخاوف من تحويل الاتفاق إلى وجود عسكري دائم.
وتنفي بكين هذه المزاعم، حيث وصفت سفارتها في فيجي هذه الادعاءات بأنها “رواية كاذبة بدوافع خفية”. وفي الوقت نفسه، تستثمر الصين بشكل كبير في البنية التحتية لدول المحيط الهادي.
موقف أستراليا من الحرب المحتملة بشأن تايوان
ردًا على تقارير أفادت بأن البنتاغون طلب من أستراليا توضيح موقفها في حال اندلاع حرب بشأن تايوان، أكد الوزير الأسترالي أن بلاده لن تتخذ أي قرار مسبق. وصرح بوضوح: “قرار إرسال القوات الأسترالية لأي نزاع سيتم اتخاذه في حينه وليس بشكل استباقي”. وأضاف أن أولوية أستراليا هي الحفاظ على سيادتها الوطنية، مشددًا على أن الحكومة لا تناقش سيناريوهات افتراضية بشأن مشاركة قواتها في صراعات خارجية.
التحالف الأمني الأميركي الأسترالي
رغم عدم وجود قواعد أميركية دائمة في أستراليا، فإن التعاون الدفاعي بين البلدين يتوسع تدريجيًا. ومن المقرر أن تستضيف أستراليا غواصات أميركية من طراز “فرجينيا” بدءًا من عام 2027 في ميناء بغرب البلاد، ضمن اتفاقية AUKUS الدفاعية.
التوتر بين الصين وتايوان في الخلفية
تؤكد الصين أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها، ولا تستبعد استخدام القوة لإخضاع الجزيرة. لكن الرئيس التايواني لاي تشينغ-ته يؤكد أن مصير تايوان يحدده شعبها، وليس بكين.
زيارة ألبانيز للصين
تأتي هذه التصريحات بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز إلى الصين، والتي تستمر ستة أيام، وتهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية. لكن من المتوقع أن يشمل جدول أعماله أيضًا قضايا الأمن الإقليمي والتوازن العسكري في آسيا والمحيط الهادي.
تظهر المناورات الأسترالية والتصريحات المتبادلة مع الصين أن التوتر الإقليمي في المحيط الهادي وتايوان لم يعد مسألة نظرية، بل واقع يتطلب مواقف حذرة وتوازنات دقيقة. وبينما تسعى الصين لتعزيز نفوذها العسكري، تتجه أستراليا نحو تعزيز تحالفها الأمني دون الانخراط المباشر في صراعات لم تبدأ بعد.