من المقرر أن يعقد جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة انفيديا (Nvidia)، مؤتمرًا صحفيًا في العاصمة الصينية بكين يوم 16 يوليو، وذلك في زيارة هي الثانية له إلى الصين خلال هذا العام. وتأتي هذه الخطوة في ظل التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين بشأن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
التأكيد على أهمية السوق الصينية
في زيارته السابقة خلال شهر أبريل، شدد هوانغ على الدور المحوري الذي تلعبه الصين في نمو انفيديا، وهو ما يظهر من جديد في زيارته الحالية. وتشير الأرقام إلى أن السوق الصينية حققت للشركة إيرادات بلغت 17 مليار دولار في السنة المالية المنتهية في يناير 2025، ما يعادل 13٪ من إجمالي مبيعاتها، بحسب التقرير السنوي الأخير.
القيود الأميركية وتداعياتها
منذ عام 2022، فرضت الولايات المتحدة قيودًا على تصدير شرائح انفيديا المتقدمة إلى الصين، وذلك بسبب مخاوف تتعلق باستخدامها في التطبيقات العسكرية. وفي وقت لاحق، أدرجت الحكومة الأميركية رقائق H20 — الأقوى من بين رقائق الذكاء الاصطناعي المخصصة للسوق الصينية — ضمن قائمة الحظر أيضًا.
ضغوط سياسية على زيارة هوانغ
تزامنًا مع زيارته المرتقبة، وجه عضوان من مجلس الشيوخ الأميركي رسالة إلى هوانغ يطالبانه فيها بعدم الاجتماع مع أي شركات صينية يشتبه في ارتباطها بالمؤسسات العسكرية أو الاستخباراتية في الصين. كما حثاه على تجنب اللقاء مع كيانات مدرجة ضمن قائمة الحظر التجاري الأميركية.
منافسة صينية متزايدة
ورغم استمرار الطلب القوي على رقائق انفيديا من قبل عمالقة التكنولوجيا في الصين، تواجه الشركة منافسة متصاعدة من شركات محلية مثل هواوي، التي تسعى لتطوير معالجات رسوميات منافسة. ومع ذلك، لا تزال منصة الحوسبة الخاصة بـ انفيديا والمعروفة باسم CUDA تشكل عنصر جذب أساسي للشركات الصينية الراغبة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
انفيديا تواصل الهيمنة على سباق الذكاء الاصطناعي
في الوقت نفسه، واصلت انفيديا ترسيخ مكانتها كلاعب رئيسي في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، إذ تجاوزت القيمة السوقية للشركة حاجز 4 تريليونات دولار الأسبوع الماضي، لتؤكد موقعها كمحور رئيس في وول ستريت ضمن هذا المجال الحيوي.
زيارة جينسن هوانغ إلى بكين ليست مجرد جولة عمل، بل تعكس رهانات استراتيجية كبرى تتداخل فيها المصالح الاقتصادية والتجاذبات الجيوسياسية. ومع استمرار التوتر الأميركي الصيني، تظل انفيديا في موقع حساس، بين رغبتها في الحفاظ على سوق ضخم مثل الصين، وضغوط التشريعات الأميركية المتصاعدة.