توقعت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) تسجيل زيادة قوية في الطلب على النفط خلال الربع الثالث من عام 2025، تليها فترة من توازن ضيق بين العرض والطلب، وفقًا لتصريحات أمينها العام هيثم الغيص، نقلًا عن وكالة الأنباء الروسية “ريا نوفوستي”.
عودة تدريجية للإنتاج من قبل مجموعة أوبك بلس
وتعمل منظمة أوبك، إلى جانب حلفائها في مجموعة “أوبك بلس”، على رفع الإنتاج تدريجيًا، بعد سنوات من التخفيضات التي تم فرضها لدعم السوق. وذكرت خمسة مصادر لوكالة “رويترز” أن المنتجين في أوبك بلس يستعدون للموافقة على زيادة كبيرة في الإنتاج خلال سبتمبر المقبل.
مؤشرات على تحسن الاقتصاد العالمي
قال الغيص، خلال مشاركته في ندوة أوبك التي أقيمت مؤخرًا في فيينا، إن تحسن الاقتصاد العالمي من شأنه أن يدفع نمو الطلب على النفط بنحو 1.3 مليون برميل يوميًا مقارنة بالعام الماضي، وذلك خلال 2025. وأوضح أن “الربع الثالث سيشهد نموًا قويًا في الطلب، ويليه الربع الرابع الذي سيشهد كذلك نموًا جيدًا، لكن بتوازن أكثر تشددًا بين العرض والطلب”.
دوافع العودة إلى ضخ مزيد من النفط
وأشار الغيص إلى أن هذا التوقع يشكل أحد العوامل الأساسية التي دفعت ثماني دول من المجموعة إلى إعادة كميات من النفط إلى السوق، بعد فترة من القيود التي فُرضت على الإنتاج. هذه العودة تأتي ضمن استراتيجية أوبك بلس لمواكبة الطلب المتزايد واستقرار الأسعار.
أوبك تخفض التوقعات القصيرة وترفع النظرة البعيدة
وعلى الرغم من هذه التوقعات الإيجابية للمدى القريب، قامت أوبك في تقريرها السنوي “توقعات النفط العالمية 2025” بخفض تقديراتها للطلب العالمي على المدى القصير، بسبب تباطؤ النمو في الصين. لكنها في المقابل رفعت توقعاتها للطلب على المدى البعيد، مدفوعة بارتفاع الاستهلاك في الدول النامية.
أرقام مهمة من تقرير أوبك 2025
بحسب تقرير أوبك لعام 2025، يُتوقع أن يبلغ متوسط الطلب العالمي على النفط نحو 105 مليون برميل يوميًا. وفي عام 2026، تشير التقديرات إلى ارتفاع هذا الرقم ليصل إلى 106.3 مليون برميل يوميًا. أما على المدى المتوسط، وبحلول عام 2029، فمن المنتظر أن يسجل الطلب قفزة إضافية ليبلغ 111.6 مليون برميل يوميًا. وتظهر هذه الأرقام تصاعدًا تدريجيًا في الاستهلاك العالمي، ما يعكس تأثير النمو الاقتصادي المتواصل في الدول النامية، رغم التحديات التي تواجه بعض الأسواق الكبرى مثل الصين.
تعكس تصريحات أوبك والتقارير الأخيرة تفاؤلًا حذرًا تجاه مستقبل الطلب على النفط، خاصة في ظل المؤشرات على انتعاش الاقتصاد العالمي. في المقابل، تظل تحديات النمو في الصين وتوازن العرض والطلب من العوامل الحاسمة التي ستؤثر على استراتيجية الإنتاج خلال الفترة المقبلة.