أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران ستجري محادثات ثنائية مع كل من الصين وروسيا، وذلك على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) المنعقدة هذا الأسبوع في مدينة تيانجين شمال الصين. وأكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن هذه الاجتماعات تحمل أهمية خاصة في ظل التطورات الإقليمية الأخيرة، مشيرًا إلى أن اللقاء مع نظيره الصيني سيكون “محوريًا في هذا التوقيت الحرج”، بالإضافة إلى لقاء مرتقب مع وزير الخارجية الروسي.
خلفية الصراع مع إسرائيل
تأتي هذه التحركات الدبلوماسية في أعقاب تصعيد عسكري دام 12 يومًا بين إيران وإسرائيل الشهر الماضي، والذي شهد هجمات جوية إسرائيلية وأميركية استهدفت منشآت نووية إيرانية. وقد بررت واشنطن وتل أبيب تلك الضربات بوجود “برنامج نووي إيراني يهدف للتسلح”، وهو ما تنفيه طهران بشكل قاطع، مؤكدة التزامها بالأنشطة النووية السلمية فقط.
منظمة شنغهاي.. أداة إيران للنفاذ العالمي
تعتبر منظمة شنغهاي للتعاون تحالفًا إقليميًا يضم عشر دول آسيوية، أبرزها الصين، روسيا، الهند، باكستان، وإيران. وينظر إلى المنظمة كمنصة متعددة الأبعاد، تناقش قضايا أمنية واقتصادية وسياسية، وتزداد أهميتها مع اتساع نفوذها دوليًا، بحسب ما أشار إليه عراقجي، الذي قال إن المنظمة “تتجاوز تدريجيًا الطابع الإقليمي، وتفرض نفسها كلاعب في الساحة الدولية”.
شراكات استراتيجية طويلة الأمد
في ظل العقوبات الأميركية المشددة منذ عهد الرئيس دونالد ترامب، لجأت إيران إلى تعميق علاقاتها مع كل من بكين وموسكو. ففي السنوات الأخيرة، وقعت طهران اتفاقية استراتيجية مدتها 20 عامًا مع روسيا، في حين أصبحت الصين الشريك الاقتصادي الأول لإيران، حيث تستورد ما يصل إلى 90٪ من صادراتها النفطية.
في النهاية، تحاول إيران استخدام القنوات الإقليمية والدولية مثل منظمة شنغهاي لإعادة تموضعها الاستراتيجي على الساحة العالمية، وتعزيز تحالفاتها مع قوى مثل الصين وروسيا، في مواجهة الضغوط الغربية والتصعيد الإسرائيلي. هذه القمة قد تشكل نقطة تحول في التوازنات الدبلوماسية المتعلقة بالملف الإيراني، خصوصًا في ظل تقاطع الأبعاد النووية والسياسية والاقتصادية للصراع.
فهل تمثل قمة منظمة شنغهاي فرصة حقيقية لإيران لإعادة تموضعها على الساحة الدولية وكسر عزلتها عبر التحالف مع الصين وروسيا؟