في موقف حازم يعكس تصاعد التوتر، أعلن البرلمان الإيراني أن طهران لن تستأنف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة ما لم تنفذ شروطها المسبقة بشكل كامل. جاء هذا التصريح في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية يوم الأربعاء.
اتهامات مباشرة لواشنطن وإسرائيل
أوضح البيان أن “الولايات المتحدة تستخدم المفاوضات كأداة لخداع إيران وتغطية هجمات عسكرية مفاجئة تنفذها إسرائيل”. وأضاف: “لا يمكن إجراء مفاوضات جديدة ما لم تحدد الشروط بوضوح ويتم الالتزام بها بالكامل”.
رغم أن البيان لم يذكر تفاصيل الشروط المطلوبة، فإن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي كان قد أشار سابقًا إلى ضرورة وجود ضمانات تمنع أي هجمات مستقبلية على إيران.
خلفية التصعيد: الهجمات على المنشآت النووية
تأتي هذه التصريحات في أعقاب الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل الشهر الماضي على منشآت نووية إيرانية. وقد بررت واشنطن وتل أبيب هذه الهجمات بأنها تستهدف برنامجًا لتطوير أسلحة نووية، بينما تصر طهران على أن برنامجها النووي يهدف فقط لأغراض مدنية.
تعثر المفاوضات بعد خمس جولات
قبل اندلاع النزاع الأخير، عقدت إيران والولايات المتحدة خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة بوساطة عمانية. إلا أن المحادثات توقفت بعد فشل الطرفين في الاتفاق، خاصة في ظل إصرار واشنطن على إنهاء برنامج تخصيب اليورانيوم داخل إيران، وهو ما ترفضه طهران بشكل قاطع.
إيران ترفض التنازل عن حقها في التخصيب
في الأسبوع الماضي، جدد عراقجي التأكيد على موقف بلاده الرافض لأي اتفاق نووي يمنع إيران من تخصيب اليورانيوم. كما شدد على أن إيران لن تقبل مناقشة قضايا خارج الإطار النووي، مثل برنامجها الصاروخي.
واشنطن وأوروبا تضغطان بمهلة حتى نهاية أغسطس
من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن بلاده “ليست في عجلة” للتفاوض، مضيفًا أن “المواقع النووية الإيرانية قد تم تدميرها بالفعل”. ومع ذلك، وافقت واشنطن، بالتنسيق مع فرنسا وبريطانيا وألمانيا، على تحديد نهاية شهر أغسطس كموعد نهائي للتوصل إلى اتفاق.
وفي خطوة تصعيدية، صرح وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو بأن الدول الأوروبية الثلاث ستلجأ إلى آلية العودة التلقائية للعقوبات الدولية عبر الأمم المتحدة، في حال لم تُحرز المفاوضات تقدمًا ملموسًا بحلول الموعد المحدد.