في ساحات القتال شرق أوكرانيا، لم تعد المدفعية أو الدبابات هي العنصر الحاسم، بل أصبحت الطائرات المسيّرة (الدرونز) هي اللاعب الرئيسي في المعركة. الجنود يصفون المنطقة الواقعة على جانبي خط المواجهة بـ”منطقة القتل”، حيث لا يكاد شيء يتحرك دون أن تلتقطه عدسات الطائرات المسيّرة.
أنواع متطورة من المسيّرات: من الاستطلاع إلى الهجوم
تشمل الطائرات المستخدمة مسيّرات انتحارية، وطائرات استطلاع، وأخرى هجومية، وحتى مسيّرات مصممة لمطاردة مسيّرات العدو. بحسب ضباط أوكرانيين، أصبحت هذه الأدوات رخيصة، فتاكة، وفعّالة إلى حد أنها تمثل الآن سلاح الردع الأبرز ضد التقدم الروسي.
تحولات تكتيكية في صفوف القوات الروسية
بعدما كانت روسيا تتقدم في 2022 بمركبات مدرعة وأرتال كبيرة، باتت تتحرك الآن بمجموعات صغيرة على درجات نارية أو عربات رباعية، محاولة كشف مواقع القوات الأوكرانية عبر استفزازها لإطلاق النار، ثم استهدافها لاحقًا بالدرونز.
تصاعد وتيرة الحرب المسيّرة
في عام 2024، كشفت تقديرات أوكرانية داخلية أن 69٪ من الضربات على الجنود الروس، و75٪ من الضربات على المركبات والمعدات تمت بواسطة الطائرات المسيّرة. في المقابل، شكلت المدفعية نحو 18٪ فقط من الضربات ضد الجنود، و15٪ ضد المركبات.
سباق الابتكار في تكنولوجيا الطائرات المسيّرة
أطلقت أوكرانيا برنامجًا طموحًا لإنتاج 30 ألف مسيّرة هجومية طويلة المدى هذا العام، قادرة على ضرب أهداف استراتيجية داخل الأراضي الروسية، مثل مستودعات الأسلحة ومنشآت الطاقة. هذه المسيّرات تُكلف أقل بكثير من الصواريخ التقليدية، رغم أن قدرتها التدميرية أقل.
التفوق الجوي الروسي لا يزال قائمًا
رغم الطفرة في استخدام المسيّرات، لا تزال روسيا تحقق تقدمًا بطيئًا لكن ثابتًا في الشرق والشمال. كما أن موسكو طورت قدراتها في تصنيع المسيّرات، وتنتج الآن ملايين منها سنويًا، مما يضع كييف أمام تحديات مستمرة في ساحة المعركة.
الدعم الأوروبي يتصاعد مع تراجع الدعم الأميركي
بينما تتراجع المساعدات الأميركية، ارتفعت وتيرة الدعم الأوروبي. ووفقًا لمعهد كيل الألماني، قدّمت أوروبا مساعدات عسكرية بقيمة 72 مليار يورو، متجاوزة للمرة الأولى الولايات المتحدة التي قدمت 65 مليار يورو.
الاعتماد الأوكراني على أنظمة “باتريوت” والمعلومات الاستخباراتية
لا تزال أوكرانيا تعتمد بشدة على أنظمة الدفاع الجوي الأميركية، خاصة صواريخ باتريوت القادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية الروسية. وحتى أبريل 2025، لم تكن تمتلك سوى 7 أنظمة فقط من أصل 25 تطالب بها كييف.
هل تستطيع أوكرانيا الصمود؟
برغم نقص الأفراد والتحديات اللوجستية، يرى خبراء أن الدرونز ساعدت أوكرانيا على مقاومة التفوق الروسي. لكنها لا تشكّل بديلاً كافيًا عن المدفعية، وقد تعاني كييف في حرب استنزاف طويلة ما لم يتوفر الدعم الكامل، خصوصًا في مجالات الدفاع الجوي والمعلومات الاستخباراتية.