في خطوة تصعيدية، أصدرت السلطات الإسرائيلية أوامر بإجلاء سكان مناطق جديدة في وسط قطاع غزة، تحديدًا في المناطق التي كانت نادرًا ما شهدت عمليات برية خلال الأشهر الماضية. تأتي هذه التعليمات في وقتٍ تتعثر فيه محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطر، مما يثير مخاوف من توسع الهجوم العسكري بشكل أكبر.
قطع طرق رئيسية بين المدن الفلسطينية
الإجلاء الجديد يعزل مدينة دير البلح عن خان يونس ورفح في جنوب القطاع، مما يعيق التنقل بين هذه المناطق المنكوبة ويزيد من معاناة المدنيين. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المنطقة تضم العديد من مقرات المنظمات الإنسانية الدولية، التي لم تصدر أي تعليق فوري حول التحذيرات الأخيرة.
الجيش الإسرائيلي: الهجوم سيكون “مكثفًا”
الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، حذر من أن القوات ستنفذ هجمات “بكثافة” ضد ما وصفهم بالـ”مسلحين”. ودعا السكان، بمن فيهم من يقطنون الخيام، إلى التوجه نحو منطقة المواصي الواقعة على الساحل الجنوبي لغزة، والتي تُصنفها إسرائيل كـ”منطقة إنسانية آمنة”. لكن الواقع على الأرض يكشف أن هذه المنطقة تفتقر لأدنى مقومات الحياة.
أزمة إنسانية غير مسبوقة
يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في غزة ظروفًا إنسانية مأساوية، في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء والمأوى. الوضع يزداد سوءًا مع كل يوم تأخير في التوصل إلى اتفاق هدنة، بينما تشير تقارير دولية إلى أن القطاع يواجه كارثة إنسانية شاملة.
تعثر المفاوضات في قطر
رغم استمرار مفاوضات وقف إطلاق النار في قطر برعاية دولية، يؤكد الوسطاء أنه لا توجد أي اختراقات حقيقية حتى الآن. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يكرر أن توسيع العمليات العسكرية يهدف للضغط على حماس للقبول بالشروط، رغم أن المفاوضات متوقفة فعليًا منذ أشهر.
غضب داخلي في إسرائيل: “أين خطة الحرب؟”
في الداخل الإسرائيلي، لا تخلو الأمور من الانقسام والاحتجاج. منتدى عائلات الرهائن، الذي يمثل أقارب المختطفين لدى حماس، انتقد بشدة قرار الإجلاء وطالب رئيس الوزراء والجيش بتوضيح الأهداف المرجوة من العمليات في وسط غزة.
في بيان شديد اللهجة قال المنتدى: “كفى! الشعب الإسرائيلي يريد إنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق شامل يُعيد الرهائن”. وقد شهدت تل أبيب مظاهرة ضخمة مساء السبت، شارك فيها عشرات الآلاف للمطالبة بوقف الحرب فورًا.
في النهاية، وفي ظل استمرار التصعيد العسكري وتوسع رقعة الإجلاء في وسط قطاع غزة، يتعمق المشهد الإنساني والسياسي تعقيدًا. فبينما تؤكد إسرائيل أن الضغط العسكري سيقود إلى نتائج تفاوضية، تشير الوقائع على الأرض إلى تدهور كبير في الأوضاع المعيشية، وانعدام الأفق لأي حل قريب. ومع تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار، واحتدام الغضب الشعبي داخل إسرائيل وخارجها، تبدو الحاجة إلى تدخل دولي عاجل أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى لإنهاء المعاناة المتفاقمة لسكان غزة، وإنقاذ الباقي من فرص للسلام.