دفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بدباباتها إلى أطراف مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في تصعيد جديد يستهدف مناطق مأهولة بالنازحين، كما تشتبه إسرائيل في احتجاز رهائن هناك من قبل حركة حماس. وبحسب مصادر طبية فلسطينية، أسفر القصف المدفعي عن مقتل 3 فلسطينيين على الأقل وإصابة آخرين، بعد استهداف منازل ومساجد في المنطقة.
الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية: منشآتنا تعرضت للقصف رغم التنسيق
أكدت الأمم المتحدة أن مواقعها في دير البلح تم إبلاغ جميع الأطراف بها، ورغم ذلك، تعرض بيتا ضيافة تابعان لها للقصف. كما أعلنت منظمة الصحة العالمية عن استهداف مقر إقامتها ومستودعها الرئيسي، وتعرض موظفيها للاعتقال من قبل الجيش الإسرائيلي. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم إن أحد الموظفين ما زال محتجزًا، مطالبًا بالإفراج الفوري عنه. ولم يصدر تعليق رسمي من البعثة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة.
مجزرة في خان يونس وسقوط مئات الضحايا في يوم واحد
في خان يونس، قُتل 5 أشخاص من عائلة واحدة، بينهم طفلان، جراء قصف استهدف خيمتهم. كما أفادت وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 130 فلسطينيًا قُتلوا خلال الـ24 ساعة الماضية، في واحدة من أكثر الأيام دموية منذ أسابيع.
عائلات الرهائن: لا تغامروا بأرواحهم
أبدت عائلات الرهائن الإسرائيليين قلقها الشديد من العملية العسكرية في دير البلح، وطالبت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع بتقديم توضيحات بشأن كيفية حماية الرهائن. كما قال منتدى عائلات الرهائن في بيان: “لن يغفر الشعب الإسرائيلي لمن يغامر بأرواح الرهائن، سواء الأحياء أو الأموات”.
المجاعة تلوح في الأفق وارتفاع عدد ضحايا الجوع
حذرت وزارة الصحة في غزة من “وفاة جماعية” محتملة جراء الجوع، مع ارتفاع عدد ضحايا الجوع إلى 19 شخصًا منذ السبت. وأوضح متحدث باسم الوزارة أن الكوادر الطبية تعيش على وجبة واحدة يوميًا، بينما تتوافد مئات الحالات على المستشفيات بسبب الإرهاق وسوء التغذية.
اعتقال مسؤول المستشفيات في عملية سرية
نفذت وحدة إسرائيلية خاصة عملية اعتقال لرئيس مستشفيات غزة الميدانية، الدكتور مروان الحمس، ما أدى إلى مقتل صحفي وإصابة آخر أمام منشأة تابعة للصليب الأحمر. المنظمة الدولية أكدت معالجتها للمصابين دون تقديم تفاصيل إضافية، لكنها أعربت عن قلقها الشديد على سلامة المرافق الطبية.
تأزم المفاوضات مع تصاعد الغارات
التصعيد الإسرائيلي الجديد يهدد جهود التهدئة التي تقودها قطر ومصر بدعم من الولايات المتحدة. وقال مسؤول في حماس لوكالة رويترز إن تزايد عدد الضحايا والمجاعة قد يُعقد مفاوضات الهدنة المقترحة لمدة 60 يومًا تشمل تبادلًا للأسرى.
الغذاء موجود… ولكن الحصار يمنع دخوله
نشرت وكالة الأونروا على منصة X أن مخزون الغذاء الموجود خارج غزة يكفي السكان لأكثر من ثلاثة أشهر، ولكن إدخاله ممنوع بسبب الحصار الإسرائيلي. وأشارت إلى تلقيها رسائل استغاثة من موظفيها في القطاع تحذر من المجاعة الوشيكة.
مذبحة عند نقاط توزيع المساعدات
قالت وزارة الصحة إن 67 شخصًا قتلوا بنيران الاحتلال أثناء انتظارهم شاحنات مساعدات أممية، فيما قتل 36 شخصًا آخرين في حادث مماثل قبلها بيوم. الجيش الإسرائيلي قال إنه أطلق “طلقات تحذيرية” ضد تهديد فوري، مدعيًا أن أعداد الضحايا مبالغ فيها.
المجتمع الدولي يدين… وإسرائيل ترفض
أعلنت بريطانيا وأكثر من 20 دولة دعمها لوقف فوري للحرب وانتقدت نموذج توزيع المساعدات الإسرائيلي، وهو ما رفضته الحكومة الإسرائيلية واعتبرته “منفصلًا عن الواقع ويشجع حماس”.
في النهاية، تكشف التطورات الأخيرة في دير البلح عن حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، حيث تتقاطع العمليات العسكرية مع معاناة المدنيين من الجوع والمرض والخوف. ومع تصاعد أعداد الضحايا وتعثر إدخال المساعدات، تتزايد المطالب الدولية بوقف فوري لإطلاق النار وتوفير حماية شاملة للسكان والمنشآت الإنسانية.
وفي ظل استمرار احتجاز الرهائن، يظل مصيرهم غامضًا في خضم الصراع، وسط دعوات متزايدة للحكومة الإسرائيلية بتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية. إن استمرار الحرب على هذا النحو لا يهدد فقط أرواح الأبرياء، بل يقوض أي أمل في الوصول إلى تسوية مستدامة تعيد الأمن والاستقرار إلى المنطقة.