أظهرت بيانات من مجموعة بورصة لندن (LSEG) وتصريحات لتجار طاقة أن السعودية كانت الوجهة الأولى لصادرات الوقود الثقيل والنفط الفراغي الروسي عبر البحر في شهر يونيو 2025، وذلك نتيجة ارتفاع استهلاك الطاقة خلال موسم الصيف الحار.
زيادة ملحوظة في الواردات السعودية
كما سجلت واردات السعودية من الوقود الثقيل الروسي والنفط الفراغي (VGO) ارتفاعًا بنسبة 9% مقارنة بشهر مايو، لتصل إلى 800 ألف طن متري خلال يونيو، وفق بيانات الشحن البحري.
الحظر الأوروبي يغير وجهة الصادرات الروسية
منذ دخول الحظر الأوروبي الكامل على المنتجات النفطية الروسية حيز التنفيذ في فبراير 2023، أصبحت دول الشرق الأوسط وآسيا الأسواق الأساسية لتلك الصادرات. ويُعد ذلك تحولًا استراتيجيًا في تدفق الطاقة على مستوى العالم.
انخفاض الصادرات إلى الهند وتركيا
في المقابل، انخفضت شحنات الوقود الثقيل الروسي إلى الهند وتركيا بشكل كبير خلال يونيو، حيث تراجعت بنسبة 49% إلى نحو 340 ألف طن للهند، وبنسبة 33% إلى 280 ألف طن لتركيا، مقارنة بالشهر السابق.
ميناء العين السخنة مركز رئيسي لإعادة التصدير
شهد ميناء العين السخنة في مصر استقبال ما يقارب 400 ألف طن من الوقود الثقيل الروسي خلال يونيو، ليعزز موقعه كمركز إقليمي لتخزين وتوزيع المنتجات النفطية.
وجهات أخرى لصادرات النفط الروسي
ومن ناحية أخرى، شملت أبرز الوجهات الأخرى لصادرات الوقود الروسي خلال شهر يونيو كلاً من سنغافورة والسنغال والصين، ما يعكس تنوع الأسواق التي تعتمد على المنتجات النفطية الروسية. ويأتي ذلك في ظل استمرار الطلب المرتفع على الوقود الثقيل والنفط الفراغي في آسيا وأفريقيا، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية التي تعيد تشكيل طرق الإمداد العالمية.
كما تم رصد سفينتين فقط تحملان نحو 180 ألف طن من الوقود الثقيل الروسي متجهتين إلى آسيا عبر رأس الرجاء الصالح، وهو مسار بديل يستخدمه التجار منذ ديسمبر 2023 لتجنب المرور عبر البحر الأحمر نتيجة مخاوف أمنية مرتبطة بهجمات الحوثيين في اليمن.
في النهاية، تعكس هذه التحركات في شحنات الوقود الروسي تحولات جيوسياسية واقتصادية كبرى في أسواق الطاقة العالمية، حيث باتت دول الخليج وآسيا بدائل أساسية لأوروبا في استيراد المنتجات النفطية الروسية. وتستمر السعودية ومصر في لعب دور محوري في إعادة تشكيل خريطة الطاقة خلال الأزمات العالمية.