أطلقت 111 منظمة إنسانية وحقوقية، من بينها هيئة الرحمة الدولية، والمجلس النرويجي للاجئين، ومنظمة اللاجئين الدولية، نداءً عاجلًا للحكومات حول العالم للتحرك الفوري لوقف الكارثة الإنسانية في قطاع غزة. كما أكدت هذه المنظمات أن الجوع الكارثي بات يهدد حياة السكان، في وقت تقف فيه آلاف الأطنان من المساعدات عاجزة عن الوصول إلى المحتاجين بسبب القيود الإسرائيلية المفروضة على القطاع.
الوضع الإنساني يزداد تدهورًا
أشارت المنظمات في بيانها إلى أن الحصار الإسرائيلي خلق حالة من “الفوضى والمجاعة والموت”، مشيرة إلى أن العاملين في المجال الإغاثي أنفسهم أصبحوا ضمن طوابير الطعام، ويواجهون خطر القنص أثناء محاولتهم إطعام أسرهم. وأضاف البيان أن الوضع بات أكثر كارثية مع مرور الوقت. فقد تم نهب الإمدادات بالكامل، ولم يتبقَ أي مخزون من الغذاء أو المساعدات الأساسية. والأسوأ من ذلك، أن العاملين في المجال الإنساني أنفسهم بدأوا يعانون من الجوع، إذ يشاهدون زملاءهم يضعفون يومًا بعد يوم أمام أعينهم، في مشهد مؤلم يعكس عمق الأزمة وتجاهل المجتمع الدولي لمعاناة المدنيين.
مطالبات دولية برفع الحصار وفتح المعابر
وفي هذا السياق، شددت المنظمات على ضرورة تحرك الدول بشكل عاجل وفوري. فقد دعت إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لإنهاء الكارثة المتفاقمة في غزة. أولًا، طالبت برفع جميع القيود الإدارية والبيروقراطية التي تعرقل وصول المساعدات. بالإضافة إلى ذلك، أكدت على أهمية فتح المعابر البرية كافة دون تأخير. كما شددت على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن إلى جميع أنحاء القطاع.
ومن ناحية أخرى، رفضت بشدة توزيع المساعدات تحت إشراف عسكري، داعية إلى إعادة تفعيل استجابة إنسانية شاملة تقودها الأمم المتحدة. وأخيرًا، طالبت بوقف فوري لنقل الأسلحة والذخيرة إلى إسرائيل كخطوة ضرورية لإنهاء الحصار والمعاناة.
اتهامات لإسرائيل واتهامات مضادة
رغم هذه التحذيرات، تنفي إسرائيل مسؤوليتها عن نقص الغذاء، مشيرة إلى أنها رفعت الحصار جزئيًا في مايو، بعد أن فرضت إغلاقًا كاملاً في مارس. وتقول السلطات الإسرائيلية إن الإجراءات الجديدة تهدف إلى منع تسرب المساعدات إلى الفصائل المسلحة، إلا أن المنظمات الدولية تؤكد أن هذه القيود تشل العمل الإنساني تمامًا.
مئات القتلى أثناء محاولات الحصول على الطعام
قُتل أكثر من 800 فلسطيني في الأسابيع الأخيرة أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية، معظمهم في عمليات إطلاق نار جماعي نفذها جنود إسرائيليون قرب مراكز توزيع تديرها مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة. كما تعرضت هذه المؤسسة لانتقادات شديدة من منظمات إنسانية، بينها الأمم المتحدة، بسبب ما وصفوه بـ”انعدام الحياد في توزيع المساعدات”.
المجاعة تفتك بالأهالي لأول مرة منذ بدء الحرب
للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، أعلن مسؤولون فلسطينيون عن وفاة العشرات بسبب الجوع. كما أفاد المجلس النرويجي للاجئين أن مخزوناته الإغاثية استُنفدت بالكامل، وأن بعض موظفيه بدؤوا يعانون من الجوع فعليًا، محملًا إسرائيل المسؤولية عن شلل عملياته.