تواصل إسرائيل دراسة مقترح جديد قدمته حركة حماس بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية والمحلية على الطرفين لإنهاء الحرب المستمرة، بينما يتدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة بسرعة مقلقة.
حماس تقدّم مقترحًا معدلاً
أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس تلقيه “ردًا معدلًا” من حركة حماس على مبادرة وقف إطلاق النار. وأوضحت الحركة أنها سلمت الوثيقة بالفعل، لكنها لم تكشف عن مضمونها. وبحسب مصادر مطلعة، فإن النسخة السابقة التي سلمت الثلاثاء لم تُعتبر كافية من قِبل الوسطاء، ولم تُعرض على إسرائيل أصلًا.
ضغوط دولية وأزمات إنسانية خانقة
يتعرض الجانبان لضغوط هائلة للتوصل إلى اتفاق، في ظل تفاقم المجاعة في غزة ووفاة عشرات المدنيين جوعًا، بينهم 21 طفلًا دون سن الخامسة بحسب منظمة الصحة العالمية.
مسؤول فلسطيني قريب من المفاوضات وصف موقف حماس الجديد بأنه “مرن وإيجابي”، مشيرًا إلى أنه يأخذ في الاعتبار معاناة السكان والحاجة الملحة لوقف المجاعة.
إسرائيل تتريث وسط خلافات حول تفاصيل الانسحاب
رغم أن بعض المسؤولين الإسرائيليين رأوا في المقترح الجديد “نقطة يمكن البناء عليها”، إلا أن تقارير مثل ما نقلته القناة 12 الإسرائيلية تشير إلى أن التوصل إلى اتفاق سريع لا يزال غير مرجح. الخلاف الرئيسي يتمحور حول مدى انسحاب القوات الإسرائيلية خلال فترة الهدنة.
استمرار الغارات والقصف البري على غزة
بينما تستمر دراسة المبادرات، لم تهدأ الهجمات الإسرائيلية. فقد شنت القوات الإسرائيلية يوم الخميس غارات على مدن وسط قطاع غزة مثل النصيرات ودير البلح والبريج. وأكدت مصادر طبية سقوط سبعة قتلى على الأقل في هذه الهجمات، بينهم نساء.
وفي حادث منفصل، أفادت مصادر في مستشفى ناصر بأن ثلاثة مدنيين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات بالقرب من محور موراج جنوبي القطاع. وفي الوقت ذاته، زعمت إسرائيل أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا قذيفة من خان يونس على نقطة توزيع مساعدات.
جهود أميركية لدفع مسار الهدنة في غزة
تسعى الولايات المتحدة إلى إقناع الطرفين بقبول هدنة لمدة 60 يومًا، تشمل إطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين، إضافة إلى تسهيل دخول المساعدات.
المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أجرى لقاءات في أوروبا هذا الأسبوع، ومن المرتقب أن يلتقي وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر يوم الجمعة، في حال تبيّن أن الفجوة بين الطرفين قد تقلصت.
مطالب حماس ومحاذير إسرائيل
وفقًا للوسطاء، تطالب حماس بانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى مواقع ما قبل 2 مارس، وهو التاريخ الذي انتهت فيه الهدنة السابقة، مع ضمان تسليم المساعدات بإشراف الأمم المتحدة.
لكن هذا الإشراف الأممي قد يستثني “صندوق غزة الإنساني”، وهو كيان أميركي بدأ توزيع مساعدات غذائية في مايو قرب مواقع تابعة للجيش الإسرائيلي، وقد قتل مئات الفلسطينيين خلال محاولتهم الوصول إليها.
هل تقترب الهدنة في غزة من التحقق؟
في النهاية، ورغم الأمل الذي بعثه الرد الجديد من حماس، لا تزال العقبات السياسية والعسكرية قائمة. ويبدو أن الطرفين يسيران على حبل دقيق بين التفاوض والميدان، فيما يدفع المدنيون في غزة الثمن الأكبر وسط مجاعة متفاقمة.