في خطوة تهدف إلى ترسيخ مكانة الولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطة وطنية جديدة تحت عنوان “خطة العمل للذكاء الاصطناعي”، تتضمن رؤيته لتسريع الابتكار ونشر تقنيات الذكاء الاصطناعي في كل جوانب الاقتصاد الأميركي.
ثلاث ركائز رئيسية لهيمنة أميركية في الذكاء الاصطناعي
تتمحور خطة ترامب حول ثلاث ركائز:
- تسريع الابتكار في الذكاء الاصطناعي
- بناء بنية تحتية أميركية قوية للذكاء الاصطناعي
- قيادة الجهود الدبلوماسية والأمنية الدولية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي
تهدف الخطة إلى ضمان أن تظل الولايات المتحدة القوة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير أدوات جديدة، وتحديث القوانين، ودفع الشركات لتبني التكنولوجيا بسرعة أكبر.
تجاهل التنوع والمناخ مقابل “الحقيقة الموضوعية”
تشمل الخطة إلغاء الإشارات إلى مفاهيم مثل المعلومات المضللة، والتنوع، والمساواة، وتغير المناخ في الإرشادات الفيدرالية لإدارة المخاطر. وتوصي بمنع أي تعاقد حكومي مع شركات تطوير النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) ما لم تضمن تلك الشركات أن أنظمتها “موضوعية وخالية من التحيز الأيديولوجي”.
تفكيك القيود التنظيمية وتحفيز الاستثمار الصناعي
تهدف الإدارة الأميركية إلى إزالة العقبات القانونية على مستوى الولايات والحكومة الفيدرالية التي تعيق تطوير الذكاء الاصطناعي. وتقترح الخطة:
- منع الولايات من سن قوانين تعرقل تمويل المشاريع المرتبطة بالذكاء الاصطناعي
- تسريع عمليات بناء مراكز البيانات ومصانع أشباه الموصلات
- توسيع شبكة الكهرباء لدعم الصناعات المستقبلية كثيفة الاستهلاك للطاقة
دعم الابتكار المحلي وتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في الجيش
تشجع الخطة على إنشاء ثقافة “جرب أولًا” عبر مختلف القطاعات الأميركية، بما في ذلك القوات المسلحة، عبر اعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل واسع. كما تنص على برامج سريعة لإعادة تدريب العمال كي يواكبوا متطلبات سوق العمل الجديد المدفوع بالذكاء الاصطناعي.
بين الانفتاح التجاري والحذر من الخصوم
رغم رفع القيود الأخيرة عن شركة انفيديا لبيع رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى الصين، تشير الخطة إلى أن الإدارة تدرس فرض قيود جديدة على تصدير التكنولوجيا للدول المنافسة، لا سيما في قطاع تصنيع أشباه الموصلات.
الذكاء الاصطناعي والصحة والأمن الرقمي
تشير الخطة إلى أهمية دعم البحث العلمي وتطوير حلول ذكاء اصطناعي تعزز الأمن البيولوجي، وتسهم في اكتشاف علاجات جديدة للأمراض. كما تسعى لوضع إطار قانوني لمكافحة “التزييف العميق” (Deepfakes) وضمان سلامة المحتوى الرقمي.
رؤية مستقبلية طموحة لأمن وازدهار الولايات المتحدة
في مقدمة الوثيقة، كتب كل من ديفيد ساكس، المستشار العلمي للرئيس مايكل كراتسيوس، ووزير الخارجية ماركو روبيو “الفرصة المتاحة أمامنا اليوم ملهمة ومتواضعة في آنٍ معًا… ويمكننا إما اغتنامها أو خسارتها”.
تعكس خطة ترامب للذكاء الاصطناعي توجهًا حاسمًا نحو تسريع التحول الرقمي في الولايات المتحدة، عبر إزالة القيود وتكثيف الاستثمارات في البنية التحتية والابتكار. وبينما تثير بعض جوانب الخطة جدلاً، خصوصًا في ما يتعلق بإقصاء قضايا التنوع والمناخ، فإنها تسلط الضوء على رغبة الإدارة في ترسيخ الهيمنة الأميركية في مجال الذكاء الاصطناعي عالميًا. تبقى نتائج هذه الرؤية مرهونة بقدرة الحكومة والقطاع الخاص على التنفيذ الفعّال، وتحقيق التوازن بين التطوير التكنولوجي والحفاظ على المبادئ الديمقراطية.