في خطوة جديدة نحو تسريع التحول الرقمي، أعلنت المملكة العربية السعودية عن إطلاق المؤشر الوطني للذكاء الاصطناعي، بهدف تقييم جاهزية الجهات الحكومية لاعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، وقياس التقدم بشكل دوري، وتقديم الدعم اللازم لتعزيز الأداء المؤسسي.
المبادرة، التي أطلقتها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، تأتي في إطار رؤية المملكة 2030 التي تضع الابتكار والذكاء الاصطناعي في صلب خططها التنموية.
ما هو المؤشر الوطني للذكاء الاصطناعي؟
يُعد المؤشر الوطني للذكاء الاصطناعي (NAII) أداة استراتيجية تهدف إلى:
- تقييم مستوى جاهزية الجهات الحكومية لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي.
- رصد التقدم المحرز بشكل منتظم ضمن رحلة التحول الرقمي.
- اقتراح توصيات عملية تساعد في رفع كفاءة الأداء وتعزيز الابتكار.
يساهم هذا المؤشر في توحيد الجهود الحكومية وتوجيه الموارد نحو حلول فعالة تدعم الأثر الوطني المطلوب في مجالات متعددة.
الأهداف الرئيسية للمؤشر
يركز المؤشر الوطني للذكاء الاصطناعي على تحقيق ثلاث غايات رئيسية:
- تنسيق الجهود الوطنية: تعزيز الانسجام بين خطط الجهات الحكومية في مجال الذكاء الاصطناعي.
- توفير البنية الممكنة: تمكين الجهات من تطوير واعتماد حلول ذكاء اصطناعي مستدامة وفعالة.
- دعم رؤية 2030: تسريع تحقيق مستهدفات التحول الرقمي والريادة التقنية في السعودية.
الهيكل التنظيمي للمؤشر
صُمم المؤشر الوطني للذكاء الاصطناعي بهيكلية دقيقة تضمن تقييمًا شاملًا لجاهزية الجهات الحكومية. ويتكون هذا الهيكل من ثلاث ركائز رئيسية، وسبعة محاور أساسية، بالإضافة إلى 23 مجالًا فرعيًا. ومن خلال هذه المعايير المتكاملة، يغطي المؤشر مختلف الجوانب المؤسسية والتقنية والتنفيذية. وبهذا النهج المنظم، يمكن قياس مدى نضج الجهات في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تحديد فرص التحسين والتطوير لضمان استدامة الأداء والابتكار.
تعرف على منهجية تطوير المؤشر الوطني للذكاء الاصطناعي (NAII).#سدايا pic.twitter.com/kiS5A4R86j
— SDAIA (@SDAIA_SA) July 22, 2025
كيف يعزز المؤشر من استدامة الذكاء الاصطناعي؟
لا يقتصر دور المؤشر على التقييم فقط، بل يتجاوز ذلك ليُسهم بفعالية في بناء قدرات الجهات الحكومية. كما يعمل على تحفيز الابتكار في تطوير الحلول التقنية، مما يعزز من جاهزية المؤسسات لاعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل فعال. إلى جانب ذلك، يسهم المؤشر في تعظيم الأثر الإيجابي للتقنيات الذكية في قطاعات حيوية مثل الصحة، والتعليم، والنقل، والخدمات الحكومية. ومن خلال هذا الدعم المتكامل، يساعد المؤشر في ضمان استدامة المشاريع الرقمية ومواءمتها المستمرة مع الأهداف الوطنية الكبرى.
دور سدايا في تنفيذ المؤشر الوطني
تتولى سدايا مسؤولية تطوير وتنفيذ المؤشر الوطني للذكاء الاصطناعي، باعتبارها المرجع للبيانات في المملكة. ومن خلال هذا الدور، تعمل على تنظيم وتوجيه جهود الذكاء الاصطناعي بما يخدم المصالح الوطنية. كما تهدف إلى بناء شراكات فعالة مع الجهات الحكومية، إلى جانب تعزيز كفاءة الأداء المؤسسي عبر تبني حلول ذكية مستدامة. ويعتبر هذا المؤشر أداة استراتيجية ضمن مجموعة أدوات سدايا التي تهدف إلى تسريع التحول الرقمي، ودفع المملكة نحو موقع ريادي عالمي في مجال التقنية والابتكار.
في النهاية، يمثل المؤشر الوطني خطوة استراتيجية نحو بناء منظومة حكومية رقمية متطورة، تعتمد على البيانات والتقنيات الذكية لتعزيز الكفاءة، وتحقيق تطلعات السعودية نحو اقتصاد معرفي تنافسي عالميًا. ومن خلال هذا المؤشر، تفتح المملكة الباب أمام حقبة جديدة من الحوكمة التقنية والابتكار الحكومي القائم على الذكاء الاصطناعي.