يواجه آلاف الأطفال في غزة خطرًا حقيقيًا بفقدان حياتهم، مع استمرار الاحتلال في منع دخول الغذاء العلاجي الضروري لعلاج سوء التغذية الحاد. وسط استمرار الحصار وتباطؤ وصول المساعدات، تطلق الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية تحذيرات عاجلة من انهيار وشيك للنظام الغذائي في القطاع.
نقص حاد في الإمدادات الحيوية
قال سليم عويس، المتحدث باسم اليونيسف في عمان، إن “الوضع مقلق للغاية، فنحن على وشك نفاد إمدادات الغذاء العلاجي”. كما بين أن مخزون منظمة اليونيسف من الغذاء العلاجي الجاهز للاستخدام (RUTF) قد ينفد تمامًا بحلول منتصف أغسطس، إذا لم يتم التدخل فورًا. وأشار إلى أن الكمية المتبقية تكفي لعلاج 3,000 طفل فقط، بينما تم علاج 5,000 طفل يعانون من سوء تغذية حاد في غزة خلال أول أسبوعين من يوليو وحده.
أهمية الغذاء العلاجي RUTF
يتكون هذا الغذاء العلاجي من عناصر غنية بالطاقة مثل معجون الفول السوداني المدعم بالحليب والبسكويت عالي السعرات، ويستخدم لعلاج حالات سوء التغذية الحاد التي قد تؤدي إلى الوفاة أو اضطرابات دائمة في النمو الجسدي والعقلي لدى الأطفال. كما أكد متحدث باسم منظمة الصحة العالمية أن غالبية إمدادات العلاج الغذائي قد استهلكت بالفعل، والمخزون المتبقي سينفد قريبًا إن لم يتم تجديده.
توقف البرامج الغذائية للفئات الأشد ضعفًا
تحذر منظمة الصحة العالمية من أن برنامجًا غذائيًا في غزة، يستهدف النساء الحوامل والأطفال دون سن الخامسة، مهدد بالتوقف بسبب نفاد المكملات الغذائية.
القيود الإسرائيلية وتأثيرها على تدفق المساعدات
منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في أكتوبر 2023، فرضت إسرائيل حصارًا شاملًا على قطاع غزة في مارس، قبل أن ترفع جزءًا منه في مايو مع قيود مشددة. وتؤكد السلطات الإسرائيلية أنها تسمح بإدخال المساعدات، لكنها تقيدها لمنع وصولها إلى الجماعات المسلحة.
رغم هذه التصريحات، تؤكد منظمات الإغاثة أن الكميات التي تدخل القطاع لا تكفي، وتشير إلى أن مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات ما زالت تنتظر عند المعابر.
أطفال غزة في خطر متصاعد
وفقًا لتقارير اليونيسف، تم إدخال 20,504 طفل في غزة للعلاج من سوء التغذية الحاد بين أبريل ومنتصف يوليو. من بينهم، عانى 3,247 طفلًا من سوء تغذية حاد وخطير، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف عدد الحالات في الأشهر الثلاثة الأولى من العام.
وحذرت منظمة Save the Children من أنها لم تتمكن من إدخال إمداداتها الخاصة منذ فبراير، وتعتمد حاليًا بشكل كامل على شحنات الأمم المتحدة، ما يجعل الوضع أكثر هشاشة.
وفيات بالجوع: الأزمة تزداد سوءًا
أفادت وزارة الصحة في غزة أن 113 شخصًا لقوا حتفهم بسبب الجوع منذ بداية العام، معظمهم في الأسابيع الأخيرة. كما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن 21 طفلًا دون سن الخامسة قضوا بسبب سوء التغذية حتى الآن.
مع استمرار القيود على دخول المساعدات وتفاقم الأزمة، يحذر خبراء الصحة والمنظمات الدولية من أن سوء التغذية قد يتحول إلى كارثة جماعية في غزة، ما لم يتم التحرك العاجل لتأمين الغذاء العلاجي للأطفال والفئات الضعيفة.