في تصعيد جديد لموقف كولومبيا المناهض للحرب على غزة، أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو عن أمر فوري باعتراض أي سفينة تحمل الفحم متجهة إلى إسرائيل، مؤكدا أن بلاده لن تتواطأ مع ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية” بحق المدنيين الفلسطينيين.
قرار رئاسي ضد شحن الفحم
نشر بيترو قراره على منصة “إكس”، قائلا “بصفتي القائد الأعلى للقوات المسلحة، أصدرت أمرا باعتراض أي سفينة تحمل فحما وتتجه نحو إسرائيل”. وجاء هذا الإعلان بعد أن أبحرت سفينة من ميناء سييناغا يوم الخميس، متجهة إلى إسرائيل، رغم الحظر الذي فرضته الحكومة على هذه الصادرات في أغسطس/آب الماضي.
تحدٍ للسلطات وتحذير من العمال
الرئيس الكولومبي اعتبر أن شحنة الفحم الأخيرة تمثل تحديا لقرارات الحكومة، ووجه انتقادات حادة للجهات التي سمحت بها.
وقد صدر القرار الرئاسي كرد مباشر على منشور لوزير العمل أنطونيو سانغوينو. ففي منشوره، أوضح أن عمال قطاع الفحم هم من نبهوا السلطات إلى شحنة الفحم. وأشار إلى أن السفينة، التي ترفع العلم المالطي، أبحرت بالفعل ومن المقرر أن تصل إلى إسرائيل في 14 أغسطس المقبل. ويُظهر هذا التبليغ تعاونًا فعّالًا بين العمال والحكومة، مما دفع الرئيس إلى اتخاذ موقف أكثر حزمًا تجاه استمرار تصدير الفحم رغم الحظر المعلن.
موقف ثابت ضد العدوان على غزة
كما أكد بيترو “طالما تُلقى القنابل على الأبرياء، فإن كولومبيا لن تساند المعتدين”، في إشارة إلى الغارات الإسرائيلية المستمرة على غزة. ويعكس هذا التصريح إصرار كولومبيا على اتخاذ مواقف عملية رافضة للحرب، تتجاوز التصريحات السياسية.
تهديد لشركة جلينكور السويسرية
في وقت سابق من الأسبوع، صعّد الرئيس الكولومبي لهجته تجاه شركة “جلينكور”، مهددًا بتعديل عقد امتياز الفحم معها. جاء هذا التحذير في حال واصلت الشركة شحن الفحم إلى إسرائيل، رغم الحظر المفروض. وفي المقابل، سارعت الشركة السويسرية إلى الرد، مؤكدة أنها أوقفت جميع الشحنات. وأوضحت أن قرارها يأتي انسجامًا مع التوجيهات الرئاسية الكولومبية.
خطوات دبلوماسية متقدمة
لم تكن هذه الخطوة هي الأولى من نوعها. فقد سحبت كولومبيا سفيرها من تل أبيب في وقت سابق، ووجهت انتقادات مباشرة لحكومة الاحتلال، مطالبة بوقف إطلاق النار ورفع الحصار عن غزة.
في النهاية، يعكس قرار الرئيس غوستافو بيترو بوقف تصدير الفحم الكولومبي إلى إسرائيل موقفًا سياسيًا وإنسانيًا حازمًا تجاه ما يجري في غزة. ومن خلال هذا التحرك، تؤكد كولومبيا أن مصالحها الاقتصادية لن تأتي على حساب المبادئ الأخلاقية والعدالة الإنسانية. وبينما تزداد الضغوط الدولية لوقف العدوان على القطاع، تمثل خطوة كولومبيا رسالة واضحة بأن التضامن مع الضحايا يمكن أن يتحول إلى أفعال ملموسة، لا مجرد بيانات دبلوماسية.