في تصعيد جديد ضمن الصراع الروسي الأوكراني، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قوات الدفاع الجوي أسقطت 99 طائرة مسيرة أوكرانية خلال هجمات متفرقة استهدفت عدة مناطق داخل الأراضي الروسية، أبرزها منطقة فولغوغراد.
توزيع الهجمات الجوية على المقاطعات الروسية
أوضحت وزارة الدفاع الروسية في بيانها أن الهجمات الجوية الأوكرانية استهدفت مناطق واسعة داخل البلاد. ووفقًا للبيان، تمكنت الدفاعات الجوية من اعتراض وتدمير 36 طائرة مسيرة فوق مقاطعة بريانسك، و21 مسيرة في سماء مقاطعة سمولينسك. كما تم إسقاط 10 مسيرات في كالوجا، و9 طائرات بدون طيار في كل من فولغوغراد وروستوف. كذلك، أسقطت الدفاعات الروسية 4 مسيرات فوق أجواء شبه جزيرة القرم، و2 مسيرة في كل من مقاطعتي فورونيج وكورسك.
أما باقي المسيرات، فقد تم إسقاط واحدة فوق كل من موسكو، ونيجني نوفغورود، وأوريول، وتامبوف. هذا التوزيع الواسع للهجوم يشير إلى تصعيد واضح في استخدام الطائرات المسيّرة داخل العمق الروسي.
تعطل الكهرباء وتأثيرات الهجوم على البنية التحتية
وفقًا لإدارة منطقة فولغوغراد، فإن الحطام الناتج عن الطائرات المسيرة الأوكرانية تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن خطوط السكك الحديدية، مما أدى إلى تعطل حركة القطارات في بعض الأجزاء من المنطقة. وأكد الحاكم أندريه بوتشاروف أنه لم تسجل إصابات بشرية.
تعليق الرحلات الجوية في فولغوغراد
بالتزامن مع ذلك، أعلنت هيئة الطيران المدني الروسية “روسافياتسيا” تعليق الرحلات في مطار مدينة فولغوغراد بعد منتصف الليل. وبحسب وكالة الإعلام الروسية، لم تستأنف الرحلات صباح اليوم، ما زاد من الارتباك في النقل الجوي.
كييف تلتزم الصمت وروسيا لا تكشف حجم الضرر
حتى الآن، لم تصدر الحكومة الأوكرانية أي تعليق رسمي على العملية. فيما اكتفت وزارة الدفاع الروسية بالكشف عن عدد الطائرات المسيرة المدمرة، دون الإشارة إلى العدد الإجمالي الذي أُطلق أو حجم الأضرار الفعلية التي خلفها الهجوم.
أوكرانيا تبرر هجماتها بالرد على الغزو الروسي
عادةً ما تؤكد أوكرانيا أن الهجمات بالطائرات المسيرة تأتي ردًا على الضربات الروسية المستمرة التي بدأت منذ اجتياح موسكو لأوكرانيا في عام 2022، مشددة على أنها تستهدف البنية التحتية الحيوية للجيش الروسي.
في ضوء هذا التصعيد، يتضح أن الطائرات المسيرة باتت سلاحًا محوريًا في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، مع اتساع نطاق الهجمات الأوكرانية لتشمل مناطق روسية بعيدة عن خط المواجهة المباشر. وبينما تؤكد موسكو قدرتها على التصدي لتلك الهجمات، يبقى السؤال مطروحًا حول فعالية الدفاعات الجوية الروسية في ظل تكرار العمليات الجوية الأوكرانية. وفي الوقت الذي تلتزم فيه كييف الصمت، تبدو المواجهة مرشحة لمزيد من التصعيد، خاصة مع استمرار استهداف البنية التحتية داخل العمق الروسي.