بدأت شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية في التوجه من مصر إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، وفق ما أفادت به قناة “القاهرة الإخبارية”، وذلك بعد شهور من الضغوط الدولية المتزايدة والتحذيرات من وكالات الإغاثة بشأن تفاقم الجوع في القطاع الفلسطيني المحاصر.
المساعدات تصل تحت ضغط إنساني دولي
جاء هذا التحرك في أعقاب إعلان الجيش الإسرائيلي عن بدء تنفيذ عمليات إسقاط جوي للمساعدات الإنسانية في غزة، إضافة إلى إجراءات أخرى تهدف إلى تخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة. كما أوضح الجيش أنه سيتم إنشاء “ممرات إنسانية” لتأمين حركة قوافل الأمم المتحدة، وتنفيذ “هُدن إنسانية” في المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة.
قوافل ضخمة نحو كرم أبو سالم
نقلت مراسلة “القاهرة الإخبارية” من معبر رفح أن عشرات الشاحنات، المحملة بأطنان من المواد الغذائية والطبية، بدأت في التحرك نحو معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة. ويأتي ذلك في ظل استمرار الحصار المفروض منذ مارس الماضي، والذي أدى إلى انقطاع الإمدادات بشكل كامل قبل أن تُستأنف لاحقًا ولكن بقيود مشددة.
اتهامات متبادلة بين إسرائيل والأمم المتحدة
بينما تؤكد وكالات الإغاثة الدولية أن سكان غزة – البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة – يعانون من جوع جماعي ونقص حاد في الغذاء، تزعم إسرائيل أنها أدخلت كميات كافية من الطعام، وتتهم الأمم المتحدة بعدم توزيعها بشكل فعال. من جهتها، ترد الأمم المتحدة بأن القيود الإسرائيلية تعيق حركة القوافل وتمنع وصول المساعدات إلى المحتاجين بشكل آمن.
إسقاط جوي للمساعدات وتحذير من “كارثة وشيكة”
أعلنت إسرائيل عن تنسيق عمليات الإسقاط الجوي مع منظمات الإغاثة الدولية، موضحة أن الشحنة الأولى تضمنت سبع منصات تحتوي على الدقيق والسكر والأغذية المعلبة، ووصل بعضها بالفعل إلى شمال غزة بحسب مصادر فلسطينية. في المقابل، حذر أكثر من 100 فريق إغاثة دولي، في بيان مشترك، من أن المجاعة تنتشر بسرعة في أنحاء القطاع، بينما أعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة أكثر من 127 شخصًا جراء سوء التغذية، بينهم 85 طفلًا، منذ بداية الحرب.
الجيش الإسرائيلي يعترض سفينة مساعدات
رغم هذه الخطوات الإنسانية المعلنة، شدد الجيش الإسرائيلي على أن “العمليات القتالية لم تتوقف”، وأكد اعتراض سفينة مساعدات كانت في طريقها من إيطاليا إلى غزة. كما قال في بيان عبر منصة “إكس” إن البحرية الإسرائيلية أوقفت السفينة قبل دخولها “المنطقة البحرية المحظورة” قبالة غزة، وتم تحويلها إلى السواحل الإسرائيلية مع تأكيد سلامة الركاب.
معاناة المياه والطاقة مستمرة
في محاولة لتخفيف أزمة المياه، أعلن الجيش الإسرائيلي عن توصيل خط كهرباء إلى محطة تحلية مياه من المتوقع أن تلبي احتياجات قرابة 900 ألف شخص من سكان غزة. لكن هذه الخطوة تظل غير كافية في ظل الدمار الشامل للبنية التحتية، ونقص الوقود، والانقطاع المتكرر للكهرباء.
في النهاية، ورغم الجهود الدولية المستمرة لإدخال المساعدات إلى غزة، فإن الأزمة الإنسانية لا تزال تتفاقم بفعل القتال المستمر، الحصار المشدد، وتعثر تنسيق توزيع الإغاثة. ويبدو أن الحل الجذري يتطلب أكثر من مجرد شحنات طعام؛ بل وقفًا شاملًا لإطلاق النار يضمن حياة كريمة للمدنيين.