قالت مصادر طبية فلسطينية إن الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة أسفرت، يوم الإثنين، عن مقتل ما لا يقل عن 36 شخصًا في مناطق متعددة، بينهم نساء وأطفال، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية رغم إعلان إسرائيل عن تخفيف محدود لبعض القيود على دخول المساعدات.
مأساة عائلة في خان يونس: مقتل أم حامل ووليدها
أحد أكثر المشاهد إيلامًا حدث في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، حيث قُتلت سيدة حامل في شهرها السابع نتيجة قصف منزلها، بينما أُجريت عملية جراحية معقدة لإنقاذ الجنين. ورغم الولادة، فارق الطفل الحياة لاحقًا، بحسب مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني. وفي نفس الضربة، قتل 11 شخصًا آخرين في المنزل ذاته، ما يسلط الضوء على ثمن الحرب المدفوع من المدنيين في القطاع.
قصف مستمر رغم إعلان “وقف مؤقت”
رغم إعلان الجيش الإسرائيلي يوم الأحد عن “وقف مؤقت” للعمليات العسكرية لمدة 10 ساعات يوميًا في مدن غزة ودير البلح والمواصي، لتسهيل تدفق المساعدات، استمرت الغارات الجوية الإسرائيلية خارج تلك الفترات، دون تعليق رسمي من الجيش على الهجمات الأخيرة. وقد شملت الغارات أيضًا حي “اليابانية الغربية” في خان يونس، حيث قتل 11 شخصًا بينهم نساء وأطفال، بحسب مستشفى ناصر الذي استقبل الجثث والمصابين.
المساعدات الإنسانية: خطوة غير كافية
رحبت وكالات الإغاثة الدولية بقرار السماح بإدخال المساعدات وتخصيص ممرات آمنة، بما في ذلك استخدام الإسقاط الجوي. لكن هذه الوكالات أكدت أن الإجراءات تظل غير كافية أمام حجم الجوع المتزايد في القطاع. وقد أثارت صور الأطفال الهزالين في غزة استياءً عالميًا، حتى من حلفاء إسرائيل. ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذه الصور بأنها “مروعة”، في تعليقات أثارت جدلًا واسعًا.
إطلاق النار قرب مواقع توزيع المساعدات
وقد صرح مستشفى العودة في وسط غزة إنه استقبل جثث سبعة فلسطينيين قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي قرب مركز لتوزيع المساعدات تديره “مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي هيئة مدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة. كما أصيب 20 آخرون في الموقع ذاته، بينما لم تصدر المؤسسة تعليقًا فوريًا.
القيود السابقة على دخول المساعدات
كانت إسرائيل قد فرضت قيودًا صارمة على إدخال المساعدات إلى غزة منذ بداية الحرب، وشملت هذه القيود منع دخول الوقود، الغذاء، والأدوية في مارس، للضغط على حركة حماس للإفراج عن الرهائن. وقد تم تخفيف تلك الإجراءات جزئيًا في مايو، مع إطلاق نظام مساعدات مدعوم من واشنطن، لكنه واجه تحديات كبيرة من ناحية الفوضى وانعدام الأمن.
خسائر فادحة: أكثر من 59,800 قتيل فلسطيني
وفقًا لوزارة الصحة في غزة، التي تُعتبر المصدر الأكثر موثوقية للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، قُتل أكثر من 59,800 فلسطيني منذ بدء الهجوم الإسرائيلي، مع الإشارة إلى أن أكثر من نصف الضحايا هم من النساء والأطفال.
ما يحدث في غزة اليوم هو انعكاس مباشر لفشل الحلول السياسية، حيث تستمر المعاناة الإنسانية رغم المبادرات المحدودة لتخفيفها. ويظل المدنيون، وخاصة الأطفال والنساء، هم الضحايا الأكبر في هذه المعادلة المعقدة.