في خطوة جديدة ضمن ملفها النووي، أعلنت إيران أنها ستستقبل وفدًا من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الأسبوعين المقبلين، بحسب ما صرح به المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي. وتأتي الزيارة المرتقبة ضمن إطار ترتيبات تقنية جديدة، دون أن تشمل عمليات تفتيش ميدانية في الوقت الراهن، وفق ما أفادت به تقارير دولية.
لا جولة قريبة من المحادثات النووية مع واشنطن
رغم تأكيد بقائي استعداد بلاده لاستئناف المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة “إذا اقتضت المصلحة الوطنية”، إلا أنه أشار إلى عدم وجود خطط حالية لعقد جولة سادسة من المفاوضات النووية. كما أبدت إيران تخوفها من استخدام هذه المفاوضات كذريعة لشن هجمات عسكرية جديدة، بحسب ما ورد في تقرير Axios.
طهران متمسكة بحقها في تخصيب اليورانيوم
شدد بقائي على أن إيران بصفتها عضوًا في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) يجب أن يُسمح لها بتخصيب اليورانيوم، واصفًا ذلك بأنه “حق مشروع”. ومن الجدير بالذكر أن إيران تواصل تخصيب اليورانيوم حتى مستوى 60٪، وهو مستوى قريب من درجة الاستخدام العسكري، مما سبب قلقًا واسعًا لدى الوكالة الدولية.
كما أوضح بقائي أنه سيتم قريبًا إصدار دليل رسمي بشأن مستقبل التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، استنادًا إلى قانون جديد أقره البرلمان الإيراني في يونيو، ينظم العلاقة مع الوكالة في ظل التوترات الحالية.
قانون جديد يقيد عمليات التفتيش
ينص القانون الجديد على أن أي تفتيش مستقبلي لمواقع إيران النووية من قبل مفتشي الوكالة يتطلب موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، مما يزيد من تعقيد مهمة التفتيش الدولية.
غروسي يؤكد استعداد إيران لاستئناف الحوار الفني
تأتي هذه التصريحات بعد أيام من إعلان المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، أن إيران أبدت استعدادها لاستئناف المحادثات الفنية. وأكدت الوكالة أن استئناف عمليات التفتيش بات ضرورة بعد الضربات الجوية التي شنتها إسرائيل والولايات المتحدة مؤخرًا على مواقع إيرانية مرتبطة ببرنامجها النووي، حيث تشير التقارير إلى أن بعض هذه المواقع تعرّضت لأضرار جسيمة، وفق ما أوردته New York Post.
قلق دولي من مخزون إيران عالي التخصيب
تعرب الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن “قلق بالغ” حيال ما يقرب من 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب تمتلكه إيران، وهو ما يعزز المخاوف من إمكانية تطوير سلاح نووي. في المقابل، تكرر طهران موقفها الرافض للاتهامات، مؤكدة أن برنامجها النووي “سلمي بالكامل” ويهدف إلى توليد الطاقة والأبحاث الطبية.
إيران تتهم الوكالة بالانحياز لإسرائيل
في يونيو الماضي، هاجمت إيران الوكالة الدولية، ووصفتها بأنها “شريك في الحرب الإسرائيلية”. كما أشار بقائي إلى أن رد الوكالة على تصريحات غروسي الأخيرة جاء “متأخرًا جدًا”، مشيرًا إلى أن موقف الوكالة استُخدم ذريعة للهجمات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية. كما اعتبر أن إعلان الوكالة عن خروقات مزعومة من جانب طهران ساهم في تبرير ما وصفه بـ”العدوان الجوي” على المنشآت النووية.
وأضاف المتحدث الإيراني أن الوكالة “خانت نظام منع الانتشار النووي”، واتهمها بأنها أصبحت طرفًا في ما وصفه بـ”الحرب العدوانية الظالمة” ضد بلاده، في إشارة إلى التواطؤ السياسي مع الغرب، بحسب وصفه.
المحادثات النووية معلقة بعد الحرب الأخيرة
سبق أن عقدت إيران والولايات المتحدة خمس جولات من المحادثات النووية بوساطة سلطنة عمان. غير أن هذه المحادثات توقفت في أعقاب الحرب الأخيرة بين طهران وتل أبيب، والتي استمرت 12 يومًا. كما تسعى دول الاتحاد الأوروبي لتفادي التصعيد عبر مسار دبلوماسي موازي يجمع طهران مع دول E3، غير أن طهران رفضت بعض الشروط الأوروبية مؤخرًا، لا سيما تلك المرتبطة بوقف التخصيب.
في النهاية، تظل قضية تخصيب اليورانيوم محليًا من أبرز نقاط الخلاف بين الطرفين، إذ تصر واشنطن على وقفه كشرط لإحياء الاتفاق النووي، فيما ترفض إيران التراجع عن “حقوقها النووية”.