في تصعيد جديد للنزاع المستمر، قتل 20 شخصًا على الأقل وأصيب أكثر من 40 آخرين بجروح جراء ضربات روسية مكثفة استهدفت منطقتي زابوريجيا ودنيبروبتروفسك جنوب شرق أوكرانيا، حسبما أعلنت السلطات الأوكرانية صباح الثلاثاء.
قصف استهدف منشأة احتجاز في زابوريجيا
في مدينة زابوريجيا، أكد أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، مقتل 16 شخصًا وإصابة 35 آخرين إثر قصف مباشر على منشأة اعتقال. وندد يرماك بالهجوم، واصفًا إياه بأنه “جريمة حرب جديدة يرتكبها الروس ضد المدنيين”.
وأشارت تقارير رسمية إلى أن الهجوم وقع قرابة الساعة 1:30 بعد منتصف الليل باستخدام صواريخ إسكندر-إم قصيرة المدى. كما رجحت مصادر ميدانية أن المنشأة المستهدفة كانت تستخدم لاحتجاز مدنيين يشتبه بتعاونهم مع القوات الانفصالية، في تكرار محتمل لمجزرة “أولينيفكا” التي وقعت عام 2022.
دعت وزارة الخارجية الألمانية إلى فتح تحقيق دولي في الحادث، بينما اعتبر الاتحاد الأوروبي أن هذا الهجوم يشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
هجمات متفرقة في دنيبروبتروفسك
من جهة أخرى، أكد سيرغي ليساك، رئيس الإدارة المحلية في دنيبروبتروفسك، أن 3 هجمات روسية طالت بلدات ميجييفسكا ودوبوفيكيفسكا وسلوفيانسكا. وأسفرت الهجمات عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 8 بجروح متفاوتة، مشيرًا إلى استخدام مسيّرات مفخخة وقنابل موجّهة عالية الدقة في التنفيذ. كما أكدت هيئة الأركان الأوكرانية أن هذه الهجمات تأتي في إطار تصعيد جوي متكرر يستهدف المناطق السكنية والبنية التحتية الحيوية.
رد أوكراني يسفر عن قتلى في روسيا
وفي تطور موازٍ، أعلنت السلطات الروسية عن مقتل شخص واحد في منطقة روستوف جنوبي البلاد، نتيجة هجوم أوكراني بالطائرات المسيّرة. وقال الحاكم يوري سليوسار إن الطائرات استهدفت خمس بلدات روسية، أبرزها سالسك وفولغودونسك، موضحًا أن سيارة تضررت في أحد الشوارع مما تسبب في مقتل سائقها.
أضرار في خطوط السكك الحديدية
كما أفادت شركة السكك الحديد الروسية بأن حطام المسيّرات سقط في محطة قطارات سالسك، وألحق أضرارًا بقطارين أحدهما لنقل الركاب والآخر للبضائع، دون تسجيل إصابات بشرية. وبحسب معهد دراسات الحرب (ISW)، فإن استخدام أوكرانيا لمسيّرات طويلة المدى يصل مداها إلى 600 كم يُظهر تطورًا في قدراتها الهجومية والاستطلاعية، ويشير إلى استراتيجية جديدة تستهدف المنشآت اللوجستية والعسكرية داخل العمق الروسي.
تصعيد متبادل ينذر بتفاقم الصراع
تظهر هذه التطورات أن وتيرة التصعيد بين الطرفين آخذة في الارتفاع. فبينما تواصل روسيا شن ضربات جوية واسعة النطاق تستهدف البنية التحتية والمناطق المدنية في أوكرانيا، تُكثف كييف هجماتها بالطائرات المسيّرة على مناطق مختلفة داخل العمق الروسي.
كما يرى مراقبون أن هذا التصعيد المتبادل يرفع من مخاطر توسع دائرة النزاع، ويدفع ثمنه المدنيون في كلا الجانبين، مع تنامي الدعوات الدولية لاحتواء الموقف ومنع انزلاقه نحو مواجهة أوسع.