في خطوة جديدة لتعزيز التعاون الإقليمي وتخفيف أزمة الطاقة في سوريا، أعلنت تركيا رسميًا أنها ستبدأ تزويد سوريا بالغاز الطبيعي اعتبارًا من 2 أغسطس/آب، بمشاركة أذربيجان، وذلك عبر بلدة كلس الحدودية.
مليارَي متر مكعب من الغاز سنويًا
أكد وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار أن المشروع يشمل تصدير نحو ملياري متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا إلى سوريا، إلى جانب تزويدها بألف ميغاواط من الكهرباء. ويهدف هذا التعاون إلى دعم قطاع الطاقة السوري الذي يعاني من ضعف البنية التحتية بسبب الحرب.
ربط شبكات الغاز بين تركيا وسوريا
خلال تصريحاته في الندوة الدولية التاسعة لمنظمة أوبك في فيينا، أوضح بيرقدار أن بلاده أكملت ربط شبكة الغاز التركية مع الشبكة السورية. وأضاف أن الغاز سيتم استخدامه أساسًا لتوليد الكهرباء، مما يعزز قدرة سوريا على توفير الطاقة للمواطنين، خاصة في المدن المتضررة مثل حلب.
اتفاق لتزويد سوريا بـ6 ملايين متر مكعب يوميًا
من جانبه، أكد وزير الطاقة السوري محمد البشير أن الاتفاق مع تركيا يتضمن إمداد سوريا بقرابة 6 ملايين متر مكعب من الغاز يوميًا، أي ما يعادل ملياري متر مكعب سنويًا، وذلك عبر خط كيليس – حلب. كما أشار البشير إلى أن المشروع سيُحدث فرقًا كبيرًا في دعم محطات توليد الكهرباء، لا سيما في مدينة حلب التي شهدت دمارًا واسعًا في بنيتها التحتية خلال الحرب.
دعم كهربائي مباشر وتوسيع في الأفق
أعلنت تركيا عن إمداد مدينة حلب بالفعل بـ200 ميغاواط من الكهرباء، مع خطط لرفع هذا الرقم إلى 1000 ميغاواط تدريجيًا. كما يجري العمل على استكمال خط كهرباء عالي الجهد (400 كيلوفولت) بحلول نهاية العام الحالي، ضمن جهود متسارعة لتأمين احتياجات الكهرباء.
ومن المتوقع أن يؤدي هذا الدعم إلى زيادة ساعات الكهرباء في سوريا من 3–4 ساعات إلى نحو 10 ساعات يوميًا، بحسب تصريحات الوزير التركي.
اتفاقية ثلاثية لتعزيز أمن الطاقة في المنطقة
ضمن هذا الإطار، وقعت سوريا مذكرة تفاهم مع أذربيجان عبر تركيا لتنفيذ مشاريع مشتركة في مجالات الطاقة والتنقيب، بما يعزز التعاون الثلاثي ويوسع من مصادر تأمين الغاز الطبيعي بشكل مستدام. كما تشارك شركة SOCAR الأذربيجانية في المشروع بصفتها شريكًا محتملًا، ضمن اتفاق مدعوم بتمويل من قطر عبر آلية تبادل (Swap)، مما يعزز الأبعاد الجيوسياسية للمبادرة.
في النهاية، يمثل بدء تزويد سوريا بالغاز الطبيعي من تركيا بمشاركة أذربيجان نقطة تحول مهمة في مسار إعادة إعمار قطاع الطاقة السوري، ويؤكد على تنامي الدور الإقليمي لتركيا في دعم الاستقرار عبر مشاريع البنية التحتية. كما يعكس هذا التعاون الثلاثي التوجه نحو شراكات استراتيجية تسهم في تعزيز أمن الطاقة وتخفيف معاناة الشعب السوري، خصوصًا في المناطق التي تضررت بشدة جراء الحرب. وإذا ما تم تنفيذ هذه المبادرة بكفاءة واستمر الدعم الفني واللوجستي، فقد تمهد الطريق لمزيد من المشاريع التنموية في المستقبل.