في خطوة جديدة لتحسين تجربة التعليم الرقمي، أعلنت شركة OpenAI عن إطلاق وضع الدراسة (Study Mode) داخل منصة ChatGPT، وهو خيار تفاعلي يستهدف تعزيز مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب بدلًا من تقديم الإجابات مباشرة.
ما هو وضع الدراسة في ChatGPT؟
عند تفعيل وضع الدراسة، يتوقف ChatGPT عن تقديم الإجابات الجاهزة بشكل مباشر، وبدلًا من ذلك، يبدأ في طرح أسئلة على الطالب لاختبار مدى فهمه للمحتوى. في بعض الحالات، قد يرفض المساعد الذكي إعطاء إجابة ما لم يظهر المستخدم تفاعلًا حقيقيًا مع المادة.
من يمكنه استخدام هذه الميزة الجديدة؟
أوضحت OpenAI أن وضع الدراسة بدأ بالوصول تدريجيًا إلى المستخدمين المسجلين في خطط ChatGPT المختلفة، مثل الخطة المجانية، وخطة بلس، وبرو، بالإضافة إلى خطة فرق العمل. كما تخطط الشركة لإطلاق هذه الميزة قريبًا لمشتركي خطة ChatGPT Edu، والتي تُستخدم من قبل المدارس والمؤسسات التعليمية لتوفير الخدمة بشكل جماعي للطلاب. ومن المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تعميم الفائدة على فئات أوسع من المتعلمين.
لماذا هذا التوجه؟ مواجهة تحديات التعليم بالذكاء الاصطناعي
تشير الدراسات الحديثة إلى أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT يمكن أن يكون مفيدًا في دور المعلم الخاص، لكنه في الوقت نفسه قد يضر بتطور القدرات العقلية والتفكير النقدي للطلبة. فعلى سبيل المثال، أظهرت ورقة بحثية نُشرت في يونيو أن الطلاب الذين استخدموا ChatGPT لكتابة المقالات أظهروا نشاطًا دماغيًا أقل مقارنة بمن استخدم محرك بحث جوجل أو لم يستخدم أداة مساعدة على الإطلاق.
من الحظر إلى التبني: كيف تغيرت نظرة المدارس إلى ChatGPT؟
منذ إطلاق ChatGPT في 2022، ساد الخوف بين المعلمين، ما دفع العديد من المدارس الأميركية إلى حظر استخدامه. لكن بحلول عام 2023، بدأت بعض المؤسسات التعليمية بإلغاء الحظر، والتكيف مع حقيقة أن الذكاء الاصطناعي بات جزءًا من حياة الطلاب.
خطوة نحو التعليم الفعال: هل سينجح وضع الدراسة؟
تهدف OpenAI من خلال هذا التحديث إلى جعل ChatGPT أداة تعليمية حقيقية، وليس مجرد محرك للحصول على الإجابات. وقد سبقتها شركة أنثروبيك بإطلاق أداة مشابهة ضمن روبوت المحادثة “Claude” تحت اسم وضع التعلم (Learning Mode) في أبريل.
ومع ذلك، تظل هناك تحديات قائمة، إذ يستطيع الطلاب بكل بساطة العودة للوضع العادي إذا أرادوا الحصول على إجابة فورية. كما أن الشركة لم توفر أدوات للمعلمين أو أولياء الأمور لقفل هذا الوضع، لكن المسؤولين في OpenAI أكدوا أنهم يدرسون إضافة أدوات رقابية مستقبلية.
التزام حقيقي بالتعلم
حتى الآن، يظل نجاح هذه الميزة مرهونًا بمدى التزام الطلاب أنفسهم ورغبتهم الفعلية في التعلم، وليس فقط إنجاز الواجبات بأسرع وقت.
في النهاية، تؤكد OpenAI أن وضع الدراسة هو الخطوة الأولى ضمن جهودها لتحسين العملية التعليمية باستخدام ChatGPT، مع وعد بنشر بيانات إضافية مستقبلًا حول استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم.