في تصعيد جديد للأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، أفادت مصادر طبية، يوم السبت، بمقتل ما لا يقل عن 18 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال، جراء قصف إسرائيلي استهدف مناطق مختلفة من القطاع. وأوضحت المصادر أن ثمانية من الضحايا سقطوا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية قرب موقع توزيع تابع لمؤسسة الإغاثة الإنسانية “GHF”، وسط تفاقم حاد في أوضاع الجوع، واستمرار القيود المفروضة على دخول المساعدات عبر المعابر البرية.
إطلاق نار قرب مواقع توزيع المساعدات
وأفاد شهود عيان بأن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على الحشود التي كانت تنتظر المساعدات في محيط موقع توزيع قرب ممر نتساريم، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى والقتلى في مشهد وصفوه بـ”المتكرر يوميًا”. وقال يحيى يوسف، أحد المتواجدين في الموقع “حملت ثلاثة جرحى، ثم نظرت حولي فوجدت المزيد ينزفون. المشهد نفسه يتكرر كل يوم”.
في المقابل، نفت مؤسسة غزة الإنسانية في بيان لها وقوع أي حادث في محيط مواقعها، مؤكدة أن عملياتها تتم “بإشراف مباشر وبمهنية عالية”، بينما وصف السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، عملية التوزيع بأنها “إنجاز إنساني استثنائي”.
تقرير أممي: 859 قتيلًا قرب مواقع الإغاثة منذ مايو
تقرير حديث صادر عن الأمم المتحدة، نُشر الخميس، كشف أن 859 شخصًا قُتلوا قرب مواقع تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية بين 27 مايو و31 يوليو، بالإضافة إلى مئات آخرين قُتلوا على طول طرق قوافل المساعدات. ومن جانبها، تقول المؤسسة إن متعهديها المسلحين استخدموا فقط رذاذ الفلفل أو طلقات تحذيرية لتفادي التزاحم القاتل. أما الجيش الإسرائيلي، فأكد أنه يطلق النار فقط للتحذير عند اقتراب المدنيين من القوات.
قصف متواصل على مناطق مدنية
وفي تطورات ميدانية أخرى، أفادت وزارة الصحة في غزة بمقتل 10 مدنيين في ضربات جوية استهدفت وسط وجنوب القطاع، بينهم خمسة أشخاص تم قتلهم في خيام للنازحين قرب شارع رئيسي في خان يونس، من بينهم شقيقان وقريب لهما.
وفي حادثة منفصلة، قتل والدان وثلاثة من أطفالهما نتيجة قصف استهدف منزلهم بين الزوايدة ودير البلح. كما قتلت أم وابنتها في غارة استهدفت خيمة قرب بوابة سجن مغلق يأوي نازحين في خان يونس.
وفي رفح، أكدت مصادر طبية أن خمسة فلسطينيين تم قتلهم خلال تجمعهم للحصول على المساعدات بالقرب من ممر موراغ الذي تم تشيده حديثًا. ولم تصدر وزارة الدفاع الإسرائيلية تعليقًا فوريًا بشأن هذه الحوادث أو الضربات التي وقعت بالقرب من مواقع توزيع المساعدات.
احتجاجات في تل أبيب للمطالبة بإنهاء الحرب
في العاصمة الإسرائيلية، خرجت مظاهرة نظمها ذوو الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، مطالبين الحكومة بإبرام صفقة تبادل فورية تنهي الحرب وتعيد أحبّاءهم. وقد شارك في الاحتجاج ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد زيارة قام بها إلى غزة، وانسحابه سابقًا من مفاوضات الدوحة بسبب ما وصفه بـ”تعنت حماس”.
ويعتقد أن 20 من أصل 251 رهينة لا يزالون على قيد الحياة داخل غزة. كما أثارت مقاطع فيديو جديدة بثتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، تظهر بعض الرهائن، غضب الشارع الإسرائيلي وعائلاتهم.
المساعدات الجوية: حل مؤقت لا يسد الحاجة
في ظل القيود المستمرة على المعابر البرية، وسعت عدة دول جهودها للمشاركة في عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات فوق غزة، في مبادرة تقودها الأردن. لكن هذه الجهود وُصفت بأنها “محدودة وغير فعالة”، بحسب مفوض وكالة “الأونروا”، فيليب لازاريني، الذي كتب عبر منصة “إكس” “إذا كانت هناك إرادة سياسية للإسقاطات الجوية، فلتكن هناك إرادة مماثلة لفتح الطرق البرية. دعونا نعود لما هو فعال ودعونا نقوم بعملنا”.
خلفية النزاع
من الجدير بالذكر أن الحرب الحالية اندلعت في 7 أكتوبر 2023، بعد هجوم مفاجئ شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم مدنيون. وردت إسرائيل بعملية عسكرية واسعة ما زالت مستمرة حتى اليوم، وأسفرت عن مقتل أكثر من 60,000 فلسطيني، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة، التي تعتبر المصدر الرئيسي لتوثيق الضحايا في ظل غياب آليات دولية مستقلة.