قال القائد العام للجيش الإيراني، اللواء أمير حاتمي، إن التهديدات الإسرائيلية لا تزال قائمة، مؤكدًا أن إيران تواصل استعدادها الكامل للرد على أي اعتداء محتمل، وذلك بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية “إرنا“.
لا مجال للاستهانة بالعدو
أوضح حاتمي خلال تصريحاته يوم الأحدأن التهديدات، مهما كانت ضئيلة، يجب أن تؤخذ على محمل الجد. وأكد أن التعامل مع تهديد بنسبة 1٪ ينبغي أن يكون وكأنه تهديد بنسبة 100٪. ومن هذا المنطلق، شدد على ضرورة عدم الاستهانة بالعدو أو افتراض أن تهديداته قد انتهت، لافتًا إلى أن الحذر والاستعداد الدائم يمثلان الركيزة الأساسية في استراتيجية الدفاع الإيرانية.
وأشار إلى أن القدرات الإيرانية في مجال الصواريخ والطائرات المسيّرة لا تزال قائمة وجاهزة للعمل في أي لحظة، وهو ما يعكس استمرار سياسة الردع التي تتبناها طهران في مواجهة التصعيد الإسرائيلي.
كما أضاف أن جميع فروع القوات المسلحة الإيرانية تعمل حاليًا بوتيرة متسارعة لتعزيز قدراتها التقنية والعسكرية، بما في ذلك تطوير منظومات الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، في خطوة وصفها بالمهمة لضمان الاستعداد المستدام.
خلفية التصعيد: حرب 12 يومًا
تأتي هذه التصريحات في ظل توتر مستمر بين إيران وإسرائيل، خاصة بعد المواجهات التي وقعت في يونيو الماضي خلال ما بات يعرف بـ”حرب الـ12 يومًا“، والتي شهدت قيام إسرائيل والولايات المتحدة بشن ضربات مكثفة على منشآت نووية ومواقع عسكرية إيرانية.
ورغم الخسائر التي تكبدها الجيش الإيراني، بما في ذلك مقتل عدد من كبار الضباط والمهندسين النوويين، ردت طهران عبر إطلاق عدة موجات من الصواريخ والطائرات المسيّرة استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية، مما أدى إلى تصاعد التوتر في المنطقة.
إعادة هيكلة القيادة العسكرية
عقب تلك المواجهات، قام المرشد الأعلى علي خامنئي بتعيين اللواء حاتمي قائدًا جديدًا للجيش، خلفًا للقيادات التي سقطت خلال الحرب. كما تم إنشاء مجلس دفاع وطني جديد برئاسة السياسي المحافظ علي لاريجاني، بهدف التنسيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية، وإعادة ضبط الاستراتيجية الدفاعية الإيرانية.
ويُنظر إلى هذه التعيينات كجزء من عملية إصلاح داخلية تهدف لتعزيز المرونة العملياتية والاستعداد لأي مواجهة مقبلة مع إسرائيل أو حلفائها.
تل أبيب تلوح بضربات جديدة
وفي سياق متصل، كان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، قد وجه في يوليو الماضي تحذيرًا شديد اللهجة لطهران، مؤكدًا أن إسرائيل “لن تتردد في توجيه ضربة جديدة” إذا شعرت بأي تهديد مباشر من إيران.
في النهاية، إن تصريحات القائد العسكري الإيراني تأتي ضمن خطاب تحذيري مستمر بين طهران وتل أبيب، وسط تأكيد من الطرفين على الجاهزية العسكرية. وبينما تظل الأوضاع متوترة، يظل خطر المواجهة المباشرة قائمًا في أي لحظة، ما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي في الشرق الأوسط.