في تصعيد جديد للأحداث في محافظة السويداء السورية، هاجمت مجموعات مسلحة عناصر من قوى الأمن الداخلي، مما أدى إلى مقتل عنصر أمن وإصابة آخرين، بحسب ما أوردته قناة الإخبارية السورية الرسمية يوم الأحد.
خرق للهدنة في منطقة يغلب عليها الدروز
وذكرت مصادر أمنية أن هذه الهجمات تمثل خرقًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في المنطقة ذات الغالبية الدرزية. كما أطلقت الجماعات المسلحة قذائف على عدد من القرى المجاورة، في استمرار للتوترات التي تشهدها الجنوب السوري منذ منتصف يوليو.
وتزامن هذا التصعيد مع تدهور الأوضاع الإنسانية في بعض قرى الريف الغربي للسويداء، حيث أفادت مصادر محلية بوجود نزوح جزئي للأهالي، مع انقطاع الكهرباء والمياه في بعض المناطق المتأثرة بالقصف.
خلفية التوترات بين الدروز والعشائر
بدأت الاشتباكات في السويداء بتاريخ 13 يوليو، بين مقاتلين من الفصائل الدرزية ومسلحين من بعض العشائر السنية. حاولت قوات الجيش السوري التدخل لوقف القتال، لكن الاشتباكات تصاعدت بشكل كبير. وقد تزامن ذلك مع غارات إسرائيلية استهدفت مواقع للجيش السوري، بزعم الدفاع عن الأقلية الدرزية.
ورغم أن هذه الحوادث تعتبر جزءًا من موجة توتر محلية، إلا أن العديد من المراقبين يرون أنها انعكاس لفجوة أمنية أوسع، ناتجة عن ضعف سيطرة الدولة في بعض مناطق الجنوب، وصعود الميليشيات المحلية.
طبيعة التركيبة السكانية في السويداء
تُعد محافظة السويداء مركزًا للطائفة الدرزية في سوريا، وهي أقلية دينية تنتشر أيضًا في لبنان وإسرائيل. ومع ذلك، فإن المنطقة تضم أيضًا قبائل سنية، ما جعل الخلافات على الموارد والأراضي تتصاعد بين المكونات المجتمعية.
وقد شهدت هذه العلاقة توترًا متكررًا خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في المناطق الزراعية الحدودية التي تعاني من غياب التسويات القانونية لمسائل ملكية الأراضي.
وقف إطلاق النار بوساطة أميركية
بعد أسبوع من العنف الدامي الذي شمل مدينة السويداء والبلدات المحيطة بها، توسطت الولايات المتحدة في وقف لإطلاق النار، مما ساهم في تهدئة الأوضاع مؤقتًا. كما أعلنت السلطات السورية عن تشكيل لجنة تحقيق رسمية للنظر في الأحداث الأخيرة وتحديد الجهات المسؤولة عن الهجمات.
إلا أن العديد من الناشطين المحليين أعربوا عن مخاوفهم من هشاشة هذا الاتفاق، في ظل غياب آلية رقابة واضحة أو ضمانات من أطراف محايدة.
تحدٍ جديد للرئيس المؤقت أحمد الشعار
تُمثّل هذه الأزمة اختبارًا حقيقيًا للرئيس المؤقت أحمد الشعار، الذي يواجه تحديات متصاعدة منذ تسلمه المنصب. وتأتي هذه الأحداث بعد موجة عنف طائفي في مارس أسفرت عن مقتل المئات من المواطنين العلويين في الساحل السوري.