توصل تحالف أوبك+ إلى اتفاق مبدئي لرفع إنتاج النفط بمقدار 548 ألف برميل يوميًا بدءًا من سبتمبر، وفقًا لما أفادت به ثلاثة مصادر مطلعة يوم الأحد. تأتي هذه الخطوة في ظل تزايد المخاوف من اضطرابات محتملة في الإمدادات بسبب الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا.
ضغط أميركي على الهند… وتوقيت حرج
وفقًا لوكالة بلومبيرج، من المقرر أن يُعقد اجتماع افتراضي للتحالف عند الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش. يتزامن ذلك مع تصاعد الضغوط الأميركية على الهند لوقف واردات النفط الروسي، في إطار مساعٍ أميركية لدفع موسكو إلى التفاوض بشأن اتفاق سلام مع كييف.
من هم أعضاء أوبك+؟
تحالف أوبك+ يضم 23 دولة منتجة للنفط، منها 13 دولة من منظمة أوبك، و10 دول من خارجها، أبرزها روسيا وكازاخستان. هذا التحالف يضخ نحو نصف إنتاج النفط العالمي، ويؤثر بشكل مباشر على الأسعار في الأسواق العالمية.
من تقليص إلى زيادة: تغير في السياسة النفطية
على مدى سنوات، عمل التحالف على تقليص الإنتاج لدعم أسعار النفط. لكنه غير استراتيجيته هذا العام، في محاولة لاستعادة حصته في السوق، مدفوعًا بنداءات من إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لزيادة الإنتاج.
بدأت زيادة إنتاج النفط من قبل أوبك+ بشكل تدريجي، استجابةً لتطورات السوق والضغوط السياسية. في أبريل، كانت الزيادة الأولى بواقع 138 ألف برميل يوميًا، ما شكل خطوة أولى حذرة نحو رفع الإمدادات. بعد ذلك، تسارعت الوتيرة خلال أشهر مايو ويونيو ويوليو، حيث بلغت الزيادة 411 ألف برميل يوميًا. ثم في أغسطس، جاء القرار الأكبر برفع الإنتاج إلى 548 ألف برميل يوميًا، مما يعكس تحولًا واضحًا في سياسة التحالف نحو دعم استقرار الأسواق واستعادة الحصة السوقية.
الأسعار ترتفع رغم الزيادات
ورغم زيادة الإمدادات، بقيت أسعار النفط مرتفعة. فقد أغلق خام برنت يوم الجمعة عند نحو 70 دولارًا للبرميل، مقارنةً بـ58 دولارًا في أبريل، ما يعكس استمرار الطلب القوي على الخام في الأسواق العالمية.
الإمارات تستفيد من القرار الجديد
الاتفاق المرتقب سيسمح للإمارات بزيادة إنتاجها بمقدار 300 ألف برميل يوميًا، وهو ما يعكس الدور المتنامي لأبوظبي داخل التحالف، خصوصًا بعد المفاوضات الطويلة بشأن حصتها الإنتاجية في السنوات الأخيرة.
مستقبل التخفيضات الطوعية
رغم الاتفاق على زيادة الإنتاج، لا تزال بعض التخفيضات الطوعية قائمة داخل تحالف أوبك+. تشمل هذه التخفيضات نحو 1.65 مليون برميل يوميًا من قبل ثماني دول، إلى جانب خفض إضافي قدره 2 مليون برميل يوميًا يشمل جميع الأعضاء. ومن المهم الإشارة إلى أن هذه التخفيضات من المقرر أن تستمر حتى نهاية عام 2026. في المقابل، لم يشهد اجتماع الأحد أي نقاش حول تعديل هذه الحصص، ما يشير إلى استمرار النهج الحالي في إدارة المعروض النفطي خلال المرحلة المقبلة.
في الختام، يعكس الاتفاق المبدئي لتحالف أوبك+ على زيادة إنتاج النفط خطوة استراتيجية تهدف إلى موازنة الأسواق العالمية وتلبية الطلب المتزايد، دون التخلي عن الحذر المرتبط بالتقلبات الجيوسياسية، خاصة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية. وبينما تواصل بعض الدول الالتزام بتخفيضات طوعية حتى عام 2026، تشير القرارات الأخيرة إلى توجه تدريجي نحو استعادة الحصص السوقية. ومع استمرار الضغوط الدولية والتغيرات في سياسات الطاقة، ستبقى تحركات أوبك+ محط أنظار الأسواق والمستهلكين على حد سواء.