قالت حركة حماس إنها مستعدة للتنسيق مع الصليب الأحمر لتقديم مساعدات إنسانية للرهائن المحتجزين في غزة، لكنها اشترطت لذلك وقف الضربات الجوية الإسرائيلية وفتح ممرات إنسانية دائمة.
فيديو صادم يثير الغضب الدولي
جاء هذا الإعلان بعد نشر حماس فيديو جديد لأحد الرهائن الإسرائيليين، إفياتار دافيد، ظهر فيه بملامح هزيلة وهو يحفر قبره بيديه، ما أثار موجة انتقادات حادة من دول غربية، أبرزها فرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة. الفيديو دفع وزارة الخارجية الإسرائيلية للمطالبة بعقد جلسة خاصة في مجلس الأمن بشأن أوضاع الرهائن.
موقف إسرائيل والصليب الأحمر
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إنه طالب الصليب الأحمر بتقديم المساعدة للرهائن خلال مكالمة مع ممثل اللجنة الدولية في سويسرا. في المقابل، أكدت عائلات المحتجزين أن تصريحات حماس “لا تخفي الحقيقة”، مشيرين إلى أن الرهائن محتجزون منذ أكثر من 660 يومًا في ظروف لا إنسانية.
عدد الرهائن وتضارب المعلومات
بحسب التقديرات الإسرائيلية، لا يزال نحو 50 رهينة في غزة، يُعتقد أن 20 منهم فقط على قيد الحياة. وترفض حماس حتى الآن السماح لأي جهة إنسانية بالوصول إليهم أو تقديم معلومات عن أوضاعهم الصحية والنفسية.
الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءًا
أعلنت وزارة الصحة في غزة عن وفاة ستة أشخاص إضافيين خلال 24 ساعة بسبب الجوع وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات بسبب المجاعة إلى 175، بينهم 93 طفلًا، منذ بدء الحرب.
دخول محدود للوقود وسط عجز في الخدمات
صرحت قناة “القاهرة الإخبارية” إن شاحنتين محملتين بـ107 أطنان من الديزل تستعدان للدخول إلى غزة، في وقت يعاني فيه القطاع من نقص حاد في الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات والمخابز والمرافق الأساسية. من جانبها، أفادت وحدة “كوغات” الإسرائيلية أن أربع شاحنات وقود دخلت بالفعل، فيما لم يتم تأكيد دخول شاحنات الوقود من مصر.
استمرار القصف ومقتل عشرات المدنيين
في تطور ميداني خطير، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل ما لا يقل عن 80 شخصًا يوم الأحد في غارات إسرائيلية استهدفت مناطق مختلفة، من بينهم مدنيون كانوا في طريقهم إلى نقاط توزيع المساعدات. كما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن مقتل أحد موظفيها في قصف طال مقرها في خان يونس جنوب القطاع.
مساعدات جوية غير كافية واستمرار النهب
قالت الأمم المتحدة إن الإسقاطات الجوية غير كافية، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول المساعدات برًا لتلبية احتياجات 2.2 مليون شخص. وبحسب “كوغات”، دخل أكثر من 23 ألف طن من المساعدات خلال أسبوع، لكن مئات الشاحنات لا تزال متوقفة دون توزيع بسبب نقص الدعم اللوجستي. في هذا السياق، أسقطت بلجيكا أول دفعة من مساعداتها بالتعاون مع الأردن، بينما بدأت فرنسا بإسقاط 40 طنًا من المساعدات منذ يوم الجمعة.
نهب المساعدات يعرقل التوزيع
أشارت مصادر من غزة إلى أن أكثر من 1600 شاحنة مساعدات دخلت منذ أواخر يوليو، إلا أن عددًا منها تعرض للنهب على يد نازحين وجماعات مسلحة بسبب غياب النظام والتوزيع المنظم.
في ظل استمرار التصعيد العسكري وتدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، تتفاقم معاناة المدنيين والرهائن على حد سواء. وبينما تطلق الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار وتأمين ممرات إنسانية دائمة، تظل حياة آلاف الأبرياء معلقة بشروط سياسية معقدة. ومع كل يوم يمر دون حل جذري، يزداد الضغط على الأطراف المعنية لتحمّل مسؤولياتها والالتزام بالقانون الإنساني، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح والبنية التحتية في قطاع يتجه نحو كارثة إنسانية شاملة.