شهد اجتماع مغلق عقد يوم الثلاثاء توترًا ملحوظًا بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس هيئة الأركان إيال زمير، بحسب ما نقلته ثلاثة مصادر إسرائيلية مطلعة. الاجتماع الذي دام ثلاث ساعات ناقش اقتراح نتنياهو بالسيطرة الكاملة على المناطق المتبقية في غزة، وهو ما واجهه زمير بتحذيرات جدية.
زمير أبلغ نتنياهو بأن السيطرة على كامل القطاع قد تُدخل الجيش الإسرائيلي في مأزق ميداني طويل الأمد، مع احتمالات عالية لإلحاق الأذى بالأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس. كما أشار إلى أن الجيش يسيطر بالفعل على نحو 75٪ من غزة، بعد قرابة عامين من القتال المتواصل.
مخاوف من الوقوع في فخ غزة مجددًا
وحذر زمير من أن أي توغل إضافي قد يعيد الجيش إلى “الفخ” الذي خرج منه قبل عقدين، حين انسحب من القطاع في 2005. كما نبه إلى أن العمليات قد تؤثر سلبًا على فرص تحرير الأسرى، خصوصًا مع التقارير التي تؤكد أن حماس تستخدم المدنيين دروعًا بشرية، وقد هددت بقتل الأسرى إذا اقتربت القوات من مواقعهم.
نتنياهو يحمل الجيش مسؤولية فشل تحرير الأسرى
رغم التحفظات، أصر نتنياهو على أن الجيش لم ينجح حتى الآن في استعادة الأسرى، بحسب ما نقلته المصادر. كما عبر عن نيته توسيع العمليات العسكرية بهدف زيادة الضغط على حماس. وتشير المعطيات إلى أن معظم صفقات تحرير الأسرى تمت عبر قنوات دبلوماسية، وليس عبر العمليات العسكرية.
الجيش يواصل الغارات… وأكثر من 61 ألف قتيل في غزة
في المقابل، يواصل الجيش الإسرائيلي قصفه المكثف على أنحاء متفرقة من غزة. وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن مقتل 135 شخصًا خلال 24 ساعة فقط، ليرتفع إجمالي عدد الضحايا إلى أكثر من 61 ألف قتيل، معظمهم من المدنيين، منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023.
كارثة إنسانية تتفاقم وسط ضغط دولي لوقف إطلاق النار
الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءًا، مع نزوح نحو 2 مليون فلسطيني إلى مخيمات مؤقتة، خصوصًا في جنوب القطاع. وقد وصفت تقارير منظمة الأمم المتحدة توسيع العمليات بـ”المقلقة للغاية”، وحذرت من نتائج كارثية على السكان المحاصرين. وقد أفادت وزارة الصحة في غزة بوفاة ما يقرب من 200 شخص بسبب الجوع، نصفهم من الأطفال. كما لقي أكثر من 20 شخصًا مصرعهم الأربعاء بعد انقلاب شاحنة محملة بالغذاء أثناء تزاحم الأهالي عليها في مشهد يعكس حجم المعاناة.
جدل داخل الحكومة الإسرائيلية واستقالات محتملة
نتنياهو يقود الحكومة الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل، ويواجه ضغوطًا من شركائه الذين هددوا بالانسحاب إذا توقفت الحرب. ومن المتوقع أن يناقش رئيس الوزراء خطط العمليات الجديدة مع الوزراء الخميس المقبل.
انقسام داخلي ومطالب دولية متزايدة
فيما تزايدت الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، لا تزال المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل متوقفة، حيث تشترط حماس أن تتضمن أي صفقة هدنة دائمة، بينما تصر تل أبيب على “هزيمة حماس” أولًا.
وتشير استطلاعات الرأي داخل إسرائيل إلى دعم متزايد لحل دبلوماسي ينهي الحرب ويعيد الأسرى. ورغم ذلك، يبدو أن الطريق ما زال طويلًا أمام التوصل إلى حل يوازن بين الأهداف العسكرية والضغوط الإنسانية والسياسية.