في ضربة قوية لصناعة السيارات العالمية، أعلنت شركة تويوتا موتور عن مراجعة توقعاتها المالية بشكل حاد، محذرة من خسائر صافية تُقدّر بـ9.5 مليارات دولار نتيجة الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب.
تراجع التوقعات التشغيلية للعام المالي
قالت الشركة اليابانية، الأكبر عالميًا في تصنيع السيارات، إنها تتوقع الآن تحقيق دخل تشغيلي قدره 3.2 تريليونات ين (21.73 مليار دولار) للسنة المالية التي تنتهي في مارس/آذار 2026. هذا التقدير يُعد أقل من التوقعات السابقة البالغة 3.8 تريليونات ين (25.81 مليار دولار)، وكذلك أقل من متوسط توقعات المحللين.
تأثير مباشر على سهم تويوتا
عقب الإعلان، تراجع سهم تويوتا بنسبة 1.5% ليصل إلى 2680 ينا (18.19 دولارًا) بنهاية تعاملات الخميس. وعلى الرغم من أن الشركة حققت ربحًا تشغيليًا بقيمة 1.17 تريليون ين (7.94 مليارات دولار) في الربع الأول من 2025، فإن الأرباح تراجعت بنسبة 11% مقارنة بالعام الماضي، بالرغم من تجاوزها لتقديرات المحللين.
تكلفة الرسوم الجمركية تتصاعد
أوضحت تويوتا أن كلفة الرسوم الجمركية وحدها بلغت 450 مليار ين (3 مليارات دولار) خلال الفترة ذاتها. وتأتي هذه التقديرات في ظل فرض تعريفات جمركية جديدة من إدارة ترامب، وهي الأوسع نطاقًا حتى الآن.
مقارنة مع باقي شركات السيارات
خفضت تويوتا توقعاتها المالية في ظل تصاعد التحذيرات من شركات سيارات عالمية بشأن الآثار السلبية للتعريفات الجمركية. فعلى سبيل المثال، أعلنت شركة فورد أنها تتوقع خسائر صافية بقيمة ملياري دولار نتيجة هذه الرسوم. في المقابل، قد تتكبد ستيلانتيس خسائر تصل إلى نحو 1.75 مليار دولار، بينما أشارت جنرال موتورز إلى أن تأثير التعريفات عليها قد يتراوح بين 4 و5 مليارات دولار. وتعكس هذه الأرقام مدى الضغط المتزايد على قطاع السيارات العالمي بسبب السياسات التجارية المتغيرة.
نهج تويوتا في التعامل مع الأزمة
رغم التحديات، يرى محللو بلومبيرغ أن تويوتا تتبع نهجًا متحفظًا تقليديًا في إعلان توقعاتها. كما تعمل الشركة على إعادة هيكلة سلاسل التوريد لتقليل التعرض للرسوم المفروضة على السيارات المُصدّرة إلى السوق الأميركي.
يُذكر أن الرسوم الجمركية اليابانية ارتفعت إلى 15% على السيارات المُصدّرة إلى الولايات المتحدة، بعد اتفاق تجاري جديد بين البلدين. ورغم أن هذه النسبة أقل من الـ25% التي كانت متوقعة، إلا أن الضبابية لا تزال تحيط بآلية تطبيق الخصومات الجمركية بين الولايات المتحدة واليابان وأطراف أخرى مثل الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية.
مبيعات قياسية رغم التحديات
على الرغم من الضغوط الاقتصادية والمناخ التجاري المتقلب، تمكنت تويوتا من تحقيق مبيعات عالمية قياسية خلال النصف الأول من عام 2025. فقد استفادت الشركة من الطلب المتزايد على سياراتها الهجينة، وهو ما ساهم في دفع الأرقام إلى الأعلى. تحديدًا، باعت تويوتا 5.5 ملايين وحدة بين يناير ويونيو، مسجلة زيادة بنسبة 7.4% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024. ومن خلال هذا الزخم، تتوقع الشركة أن تصل مبيعاتها السنوية إلى 11.2 مليون سيارة بنهاية العام الجاري.
كما أعلنت تويوتا عن خطة لبناء مصنع جديد في آيتشي اليابانية لدعم الإنتاج المحلي، والذي من المتوقع أن يبدأ تشغيله في أوائل ثلاثينيات القرن الحالي.
في النهاية، تعكس خسائر تويوتا المتوقعة حجم التأثير الكبير للسياسات التجارية الأميركية على الاقتصاد العالمي وصناعة السيارات تحديدًا. وبينما تحاول الشركات العالمية التكيّف مع التعريفات الجمركية المفروضة، يبقى المستقبل مرهونًا بمدى استقرار العلاقات التجارية الدولية، ومدى قدرة الشركات على التكيف مع سلاسل التوريد الجديدة.