الخرطوم – رحبت الحكومة السودانية، اليوم السبت، ببيان مجلس السلم والأمن الأفريقي الذي أكد التزامه القوي بسيادة السودان ووحدة أراضيه ورفض أي محاولات لتفكيك الدولة أو إنشاء هياكل موازية لمؤسساتها الشرعية.
إدانة التحركات الموازية والتدخلات الخارجية
خلال اجتماع المجلس رقم 1293 برئاسة السفير الجزائري محمد خالد، أدان المجلس تحركات القوات شبه العسكرية والتدخلات الخارجية، ورفض تشكيل “الحكومة الموازية” التي أعلنها “تحالف السودان التأسيسي” في نيالا الأسبوع الماضي. كما دعا إلى وقف فوري وغير مشروط للأعمال العدائية، والانخراط في حوار سياسي شامل بين السودانيين، مؤكدًا دعمه للحكومة الانتقالية وخارطة الطريق التي أعلنها رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان في فبراير الماضي.
The Republic of Sudan
Ministry of Foreign Affairs and International Cooperation
Office of the Spokesperson and Media Directorate
Press Statement
The Government of Sudan welcomes the statement issued by the 1293rd meeting of the African Union Peace and Security Council,…
— وزارة خارجية جمهورية السودان 🇸🇩 (@MofaSudan) August 9, 2025
دعم حكومة الأمل والانتقال الديمقراطي
رحب البيان بحكومة الأمل برئاسة كامل إدريس، مشددًا على أهمية دعمها من قبل المجتمع الدولي. وأعربت الحكومة السودانية عن تقديرها للموقف المبدئي الواضح للمجلس، معتبرة أنه يعكس حرص الاتحاد الأفريقي على استقرار السودان ووحدته. كما شدد على دعمه الكامل لمسار الانتقال الديمقراطي في السودان، مرحّبًا بتعيين رئيس وزراء مدني ضمن الحكومة الانتقالية.
أولوية المساعدات الإنسانية
أعرب المجلس عن قلقه العميق من تدهور الأوضاع الإنسانية، خاصة المجاعة في مدينة الفاشر، وأدان استمرار الحصار المفروض عليها من قبل قوات الدعم السريع، مطالبًا بفكه فورًا لتمكين وصول المساعدات.
وأكدت الحكومة السودانية التزامها الكامل بإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين في المناطق المتأثرة بالحرب. كما رحبت بتحميل المجلس قوات الدعم السريع مسؤولية ما يجري في مدينة الفاشر وبعض مناطق دارفور وكردفان، ومطالبته بفك الحصار عن الفاشر لتمكين وصول الإغاثة إلى المدنيين.
دعوة للمنظمات الدولية
وطالبت الخرطوم المنظمات الدولية والإقليمية العاملة في مجال الإغاثة بمضاعفة جهودها لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين في الفاشر وغيرها من المناطق التي تشهد أوضاعًا إنسانية صعبة. كما دعا المجلس إلى توحيد جهود المجتمع الدولي تحت قيادة الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) من أجل دعم مسار السلام، ورفض أي تدخل خارجي في الشأن السوداني، مشددًا على ضرورة احترام القانون الدولي وحماية المدنيين.
خلفية الصراع
واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل/نيسان 2025، بعد رفض قوات الدعم السريع خطة الدمج التي اقترحها الجيش على أن تتم خلال عامين، فيما طالب قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) بمدة تصل إلى عشر سنوات لإتمام العملية.
في النهاية، يعكس بيان مجلس السلم والأمن الأفريقي موقفًا واضحًا تجاه دعم وحدة السودان واستقراره، ويؤكد أن الحل يكمن في الحوار الشامل ووقف التصعيد، مع إعطاء الأولوية القصوى لإيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين. وفي ظل استمرار الصراع وتعقيداته، يظل التحدي الأكبر أمام السودان هو توحيد الجهود الداخلية والدولية لتمهيد الطريق نحو انتقال سياسي آمن يضمن سيادة البلاد ويحافظ على وحدتها الترابية.