شهدت تل أبيب مساء السبت مظاهرة ضخمة شارك فيها عشرات الآلاف، رفضًا لخطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتوسيع العمليات العسكرية في غزة. وطالب المحتجون بإنهاء فوري للحرب المستمرة منذ ما يقارب عامين، وبالإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية.
لجان أسر الرهائن دعت إلى إضراب عام يوم الأحد تحت شعار “الصمت يقتل – البلاد تتوقف لإنقاذ الرهائن والجنود”، في محاولة لزيادة الضغط الشعبي على الحكومة.
خطة عسكرية مثيرة للجدل
أعلن مكتب نتنياهو أن المجلس الأمني المصغر قرر السيطرة على مدينة غزة، رغم التحذيرات من أن هذه الخطوة قد تعرض حياة الرهائن للخطر. القرار جاء وسط انتقادات حادة من الداخل والخارج، بما في ذلك من دول أوروبية وأستراليا ونيوزيلندا، التي حذرت من كارثة إنسانية جديدة ومخاطر التهجير.
أصوات الأهالي تطالب بالتدخل الدولي
قالت ليشاي ميران لافي، زوجة أحد الرهائن: “هذا القرار قد يكون حكم إعدام لمن نحب”. كما دعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التدخل الفوري لإنهاء الحرب وتأمين الإفراج عن الرهائن.
أغلبية شعبية تؤيد إنهاء القتال
أظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية الإسرائيليين تفضل وقف العمليات العسكرية فورًا، مقابل إطلاق سراح الرهائن الباقين، والذين يقدر عددهم بنحو 20 شخصًا على قيد الحياة من أصل 50 محتجزًا.
أزمة إنسانية متفاقمة في غزة
بحسب وزارة الصحة في غزة، تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 61,430 شخصًا، بالإضافة إلى أكثر من 153 ألف جريح منذ أكتوبر 2023. كما توفي ما لا يقل عن 217 شخصًا جراء المجاعة، بينهم 100 طفل، في ظل أزمة حادة في وصول الغذاء والدواء.
ضغوط سياسية على حكومة نتنياهو
وزير المالية اليميني المتشدد بيتسلئيل سموتريتش هدد بـ”إسقاط الحكومة أو الذهاب لانتخابات مبكرة”، معتبرًا أن خطة السيطرة الجزئية على غزة غير كافية، وداعيًا إلى ضم أجزاء واسعة من القطاع. وفي المقابل، أكد نتنياهو في مقابلة مع “فوكس نيوز” أن إسرائيل لا تعتزم الاحتفاظ بالقطاع بعد الحرب، رغم نيتها السيطرة عليه عسكريًا.
انتقادات داخلية وخارجية
واجهت الحكومة الإسرائيلية انتقادات حادة من الداخل والخارج، بما في ذلك من بعض الحلفاء الأوروبيين، بسبب خطة التصعيد العسكري. ومن المتوقع أن يعرض القرار على المجلس الوزاري الكامل للمصادقة خلال أيام.
رسائل الغضب في الميدان
تل أبيب باتت تشهد تظاهرات متكررة منذ اندلاع الحرب، لكن احتجاج السبت كان من بين الأكبر، إذ قدر المنظمون عدد المشاركين بأكثر من 100 ألف شخص. ورفع المحتجون الأعلام الإسرائيلية وصور الرهائن، فيما حمل آخرون لافتات تندد بسياسة الحكومة أو تدعو ترامب للتدخل.
دعوات للانسحاب
معارضو الخطة حذروا من أن استمرار الحرب سيؤدي إلى مزيد من الخسائر في الأرواح دون تحقيق أهداف واضحة. وقال أحد المشاركين في المظاهرة: “لسنا في مكاننا هناك، ويجب أن ننسحب فورًا”.
تصاعدت الاحتجاجات في تل أبيب لتكشف عن عمق الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي بشأن مستقبل الحرب على غزة، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية والداخلية على حكومة نتنياهو لوقف التصعيد. وبينما تتمسك القيادة بخططها العسكرية، يواصل الشارع إرسال رسالته الواضحة: الحل لن يأتي عبر مزيد من الدماء، بل عبر تسوية سياسية تضمن السلام والإفراج عن الرهائن ووضع حد للمأساة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.