انتقد النجم المصري محمد صلاح، مهاجم نادي ليفربول الإنجليزي، الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بسبب صيغة بيانه بشأن وفاة اللاعب الفلسطيني سليمان العبيد، الملقب بـ«بيليه فلسطين»، والذي قضى هذا الأسبوع في قصف إسرائيلي استهدف مدنيين جنوبي قطاع غزة.
تجاهل سبب الوفاة
بحسب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، توفي العبيد، البالغ من العمر 41 عامًا، يوم 6 أغسطس 2025، إثر ضربة جوية إسرائيلية استهدفت مواطنين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية في رفح. وفي بيان مقتضب على منصة «إكس»، وصف «يويفا» اللاعب الراحل بأنه «موهبة منحت الأمل لعدد لا يحصى من الأطفال، حتى في أحلك الأوقات»، دون الإشارة إلى ملابسات وفاته.
رد محمد صلاح
صلاح، أحد أبرز نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز، رد على بيان «يويفا» بتعليق قصير جاء فيه: «هل يمكنكم إخبارنا كيف مات، وأين، ولماذا؟».
Can you tell us how he died, where, and why? https://t.co/W7HCyVVtBE
— Mohamed Salah (@MoSalah) August 9, 2025
ويعد هذا الموقف امتدادًا لمواقف سابقة لصلاح، الذي دعا أكثر من مرة إلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة في ظل الحرب المستمرة منذ قرابة عامين.
من هو سليمان العبيد؟
وُلد سليمان أحمد زيد العبيد في 24 مارس 1984 بمدينة غزة، وبدأ مسيرته الكروية مع نادي خدمات الشاطئ، قبل أن يلعب لعدة أندية محلية منها مركز شباب العُمري وغزة سبورت. وخلال مسيرته، سجل أكثر من 100 هدف في البطولات المحلية، وتوّج بلقب هداف الدوري في موسمي 2015–2016 و2016–2017. كما مثل منتخب فلسطين بين عامي 2007 و2013، وسجل هدفين، من بينها هدف شهير بضربة مقصية في بطولة غرب آسيا 2010 أمام اليمن.
هدف الشهيد سليمان العبيد، بيليه فلسطين، قتلته اسراييل وهو في طابور المساعدات قبل يومين..
— Ahmedõv x20🏆 (@a5medv) August 9, 2025
خسائر فادحة في المجتمع الرياضي الفلسطيني
وأوضح الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أن المجتمع الرياضي الفلسطيني فقد منذ أكتوبر 2023 نحو 325 شخصًا من لاعبين ومدربين وإداريين وحكام، نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع. كما تضررت 288 منشأة رياضية، بينها 268 في غزة، فيما تعرض المقر الرئيسي للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لهجوم مباشر.
وفاة سليمان العبيد، التي أثارت ردود فعل واسعة أبرزها انتقاد محمد صلاح، تكشف حجم المأساة التي يعيشها الرياضيون في غزة وسط الحرب المستمرة. تجاهل المؤسسات الرياضية الكبرى لملابسات هذه الحوادث يطرح تساؤلات حول مسؤولية الرياضة في الدفاع عن القيم الإنسانية، ويعيد التذكير بأن كرة القدم ليست مجرد منافسات، بل منصة لتوحيد الشعوب وإيصال صوت المظلومين.