تسابق العواصم الأوروبية الزمن للتأثير على موقف الولايات المتحدة قبل القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، المقررة في 15 أغسطس 2025 في ألاسكا، وسط مخاوف من فرض شروط سلام غير مواتية لأوكرانيا.
وعود أمريكية بالتشاور مع الحلفاء
قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك إن واشنطن تعهدت بالتشاور مع الشركاء الأوروبيين قبل القمة المقرر عقدها يوم الجمعة في ألاسكا، لمناقشة إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام ونصف، والتي بدأت مع الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.
تحركات أوروبية منسقة
وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عقدوا مؤتمرًا عبر الفيديو لبحث سبل دعم كييف قبيل المحادثات. كما التقى نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس مسؤولين أوروبيين وأوكرانيين نهاية الأسبوع، في خطوة لزيادة التنسيق قبل القمة.
مخاوف أوكرانية من تقديم تنازلات
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شدد على أن تقديم أي تنازلات لموسكو لن يوقف القتال، داعيًا إلى تكثيف الضغوط على الكرملين. كما أكدت مصادر أوروبية أن الموقف الروسي يتمحور حول ما تسميه موسكو “تبادل أراضٍ”، لكنه يبدو في الواقع أحادي الجانب.
ضمانات أمنية وسيادة أوكرانيا
المسؤول الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أكد أن أي اتفاق بين واشنطن وموسكو يجب أن يشمل أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، لأنه يتعلق بأمن أوروبا بأكملها. كما شددت العواصم الأوروبية على رفض تغيير الحدود الدولية بالقوة، محذرة من أن فرض تسوية على كييف قد يشكل سابقة خطيرة.
مقترحات لضمان أمن كييف
أوضحت الدول الأوروبية أن أي مفاوضات يجب أن تبدأ بوقف إطلاق نار فعلي، مع توفير ضمانات أمنية قوية، تشمل السماح لجيش أوكرانيا بالدفاع عن أراضيه، واستمرار الدعم من الحلفاء دون قيود.
واشنطن تطلب من أوروبا تحمل مسؤولية أكبر
في تصريح لافت، أعلن نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس أن الولايات المتحدة “لن تمول الحرب في أوكرانيا بعد الآن”، داعيًا الدول الأوروبية إلى تحمل حصة أكبر من الدعم المالي والعسكري لكييف.
مستقبل الحرب في أوكرانيا رهن نتائج القمة
في النهاية، تترقب العواصم الأوروبية وكييف ما ستسفر عنه قمة ترامب وبوتين في ألاسكا، وسط آمال بوقف النزاع ومخاوف من تسوية لا تضمن السيادة الأوكرانية. وبينما تسعى أوروبا لتأمين موقعها على طاولة المفاوضات، يبقى مصير الحرب مرهونًا بمدى التزام الأطراف الدولية بحماية الحدود والقوانين الدولية، وضمان أمن أوكرانيا على المدى الطويل.