سجلت القوات الروسية اختراقًا ميدانيًا سريعًا في شرق أوكرانيا، قرب مدينة دوبروبيليا الغنية بمناجم الفحم، في خطوة يُرجح أنها تهدف لزيادة الضغط على كييف للتنازل عن أراضٍ قبل القمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين المقررة الجمعة في ألاسكا.
تقدم ميداني هو الأوسع منذ عام
بحسب خريطة الحرب التي ينشرها موقع DeepState الأوكراني، أحرزت القوات الروسية تقدمًا يتجاوز 10 كيلومترات شمالًا خلال الأيام الأخيرة، عبر محورين رئيسيين، ضمن مساعيها للسيطرة الكاملة على إقليم دونيتسك. كما أشار التقرير إلى أن الروس توغلوا قرب ثلاث قرى على خط المواجهة المرتبط بمدينتي كوستانتينيفكا وبوكروفسك، مستغلين النقص في القوات الأوكرانية.
وقال الموقع عبر قناته على تليغرام: “الوضع فوضوي للغاية، حيث يتسلل العدو عبر الثغرات في الدفاعات محاولًا تعزيز مواقعه بسرعة وحشد قواته للتقدم أكثر”.
رد أوكراني وتحذيرات من انهيار الجبهة
لم يصدر تعليق رسمي من موسكو حول التطورات، فيما أكد المتحدث العسكري الأوكراني فيكتور تريغوبوف أن الاختراقات تقتصر على مجموعات صغيرة لا ترقى إلى مستوى “اختراق شامل”. لكن الخبير العسكري الفنلندي باسي باروينين من مجموعة Black Bird أوضح أن القوات الروسية تسللت إلى عمق يقارب 17 كيلومترًا خلال ثلاثة أيام، وأن وحدات متقدمة وصلت إلى طريق دوبروبيليا – كراماتورسك.
خلفية سياسية وضغوط تفاوضية
يرى محللون أن هذا التصعيد قد يمنح موسكو ورقة ضغط إضافية خلال المفاوضات مع واشنطن، على غرار ما حدث في 2014 و2015 حين شنت روسيا هجمات واسعة قبل جولات التفاوض. كما وصف المحلل الروسي سيرغي ماركوف التطور بأنه “هدية لبوتين وترامب” قبل القمة، مشيرًا إلى أن تقدم القوات جاء نتيجة “انهيار جزئي للجبهة” بسبب نقص الجنود الأوكرانيين.
أهداف روسية استراتيجية
للسيطرة على كامل دونيتسك، تحتاج روسيا إلى الاستيلاء على أربع مدن رئيسية معروفة بمدن القلاع وهي: سلوفيانسك، كراماتورسك، دروجكيفكا، وكوستانتينيفكا. في المقابل، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أن أي اتفاق سلام يجب أن يكون “عادلًا”، رافضًا فكرة التنازل عن أراضٍ لروسيا.
تحذيرات من انهيار كامل
العقيد بوهدان كروتيفيتش، القائد السابق لأركان لواء آزوف، حذر من أن “خطوط القتال لم تعد قائمة فعليًا” في تلك الجبهة، واصفًا الوضع بأنه “فوضوي بالكامل”.
في النهاية، إن التطورات الميدانية الأخيرة في شرق أوكرانيا تكشف عن مرحلة حساسة من الصراع، حيث تتقاطع الحسابات العسكرية مع الأبعاد السياسية والدبلوماسية. فبينما تحاول موسكو تعزيز موقفها قبل القمة المرتقبة مع واشنطن، تصر كييف على رفض أي تنازل إقليمي، ما ينبئ بجولة جديدة من التصعيد والمساومات. ومع استمرار المعارك وسرعة تغير المشهد، تظل الساعات المقبلة حاسمة في تحديد اتجاهات الحرب ومآلات التفاوض بين الطرفين.