مددت الولايات المتحدة والصين الهدنة التجارية بينهما لمدة 90 يومًا، لتجنب فرض رسوم جمركية ضخمة كانت ستصل إلى مستويات ثلاثية الرقم، ما يمنح الأسواق فترة راحة قبل موسم العطلات الحيوي في نهاية العام.
قرار مشترك لتجنب التصعيد
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” أنه وقع أمرًا تنفيذيًا بتأجيل فرض الرسوم المرتفعة حتى 10 نوفمبر، مع الإبقاء على باقي بنود الهدنة دون تغيير. في المقابل، أصدرت وزارة التجارة الصينية بيانًا مماثلًا بتأجيل الرسوم الإضافية على الشركات الأميركية، ومنح مهلة جديدة قبل إدراجها على قوائم القيود التجارية والاستثمارية.
مكاسب موسمية للقطاع التجاري
هذا التمديد يمنح الشركات الأميركية فرصة لتعزيز مخزوناتها من السلع المستوردة من الصين، خاصة الإلكترونيات والملابس والألعاب، بأسعار أقل قبل ذروة الطلب في موسم أعياد الميلاد.
منع حرب تجارية شاملة
بموجب الاتفاق، لن ترتفع الرسوم الأميركية على الواردات الصينية إلى 145%، كما سيتم تجميد الرسوم الصينية على الواردات الأميركية عند مستوى 10% بدلًا من رفعها إلى 125%. هذا الإجراء يمنع فعليًا نشوب “حظر تجاري” بين أكبر اقتصادين في العالم.
ردود فعل في الأسواق الصينية
في بكين، رحب محللون ومسؤولون بالخطوة، مؤكدين أن الجانبين يسعيان إلى تجنب مزيد من التدهور في العلاقات التجارية. وقال وانغ مينغيوه، متخصص في الروبوتات، إن “المواجهة لم تنته بعد، لكن الطرفين يختاران التهدئة في هذه المرحلة”.
تحركات الأسواق العالمية
شهدت الأسواق الآسيوية ارتفاعًا في الأسهم واستقرارًا نسبيًا للعملات، وسط تفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري شامل قبل نهاية العام. وأكد ترامب لقناة CNBC أنه قد يلتقي بالرئيس الصيني شي جين بينغ إذا تم التوصل إلى صفقة نهائية.
خلفية المفاوضات
بدأت الهدنة بين بكين وواشنطن في مايو الماضي عقب محادثات في جنيف، ثم تلتها جولة جديدة في ستوكهولم في يوليو، حيث أوصى المفاوضون الأميركيون بتمديد المهلة. ويأتي هذا التمديد استجابة لضغوط من المسؤولين الاقتصاديين الذين حذروا من تأثير الرسوم المفرطة على الاقتصاد العالمي.
ملفات شائكة ما زالت عالقة
رغم الهدنة، لا تزال هناك خلافات حول قضايا مثل صادرات فول الصويا، وتخفيف القيود على المنتجات عالية التقنية، وملف الفنتانيل. ويرى محللون أن الطرفين يملكان أوراق قوة، ما يجعل الحسم النهائي معقدًا.
تحولات في التجارة العالمية
أظهرت بيانات صينية انخفاض الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 21.7% في الشهر الماضي، مقابل زيادة الشحنات إلى دول جنوب شرق آسيا بنسبة 16.6%، في محاولة لتنويع الأسواق. كما انخفض العجز التجاري الأميركي مع الصين إلى أدنى مستوى منذ أكثر من عقدين.
آفاق المرحلة المقبلة
يتوقع خبراء أن يمنح التمديد فرصة جديدة للتوصل إلى اتفاق أوسع، خاصة في ظل الاعتماد المتبادل الكبير بين اقتصادَي البلدين، ما يجعل البحث عن بدائل تجارية طويلة المدى أقل جاذبية.