تشهد دبي طفرة عقارية غير مسبوقة دفعت العديد من شركات التطوير العقاري الكبرى إلى تأسيس شركات مقاولات داخلية بدلًا من الاعتماد الكامل على المقاولين الخارجيين. الهدف هو التحكم في الجداول الزمنية، خفض التكاليف، وضمان جودة أعلى، إضافة إلى زيادة هامش الأرباح.
دخول لاعبين كبار في المقاولات الداخلية
إعمار العقارية، المطور الشهير لبرج خليفة، أطلقت شركة ركن ميراج عبر إحدى شركاتها التابعة. كما انضمت شركات مثل سما نا ديفيلوبرز، إلينغتون، وعزيزي إلى هذا التوجه خلال العامين الماضيين. وفي خطوة مشابهة، أكدت شركة أرادَ أنها استحوذت جزئيًا على مقاول أسترالي وستدمجه في عملياتها بالإمارات بحلول 2027.
أرقام قياسية في المبيعات والأسعار
وفقاً لوكالة بلومبيرج، بلغت مبيعات العقارات في دبي حوالي 51 000 صفقة في الربع الثاني من عام 2025، وهو ما يعد رقمًا قياسيًا جديدًا في تاريخ السوق. وفي الوقت نفسه، ارتفعت الأسعار بنسبة 70٪ منذ نهاية عام 2019، وبنسبة 75٪ منذ فبراير 2021، ليصل متوسط السعر إلى 1750 درهمًا للقدم المربع. ومع استمرار هذا الزخم، تخطط الحكومة لمضاعفة عدد السكان إلى نحو 7.8 مليون نسمة بحلول عام 2040، مما يعزز الطلب على الوحدات السكنية ويدفع المطورين للتوسع في المشاريع الجديدة.
توسع في المعروض السكني
دبي تستهدف بناء نحو 73000 منزل جديد في 2025، مما سيرفع إجمالي المعروض إلى 300000 وحدة بحلول 2028. حاليًا، هناك أكثر من 170000 وحدة قيد الإنشاء مع مواعيد تسليم تمتد حتى 2029.
تحديات تواجه المطورين
يشكو المطورون من انخفاض عدد العطاءات المقدمة للمشاريع الجديدة، حيث تقلصت المنافسة من 25-30 مقاولًا إلى اثنين أو ثلاثة فقط. بعض الشركات مثل سمانا زادت نسبة تنفيذ مشاريعها داخليًا من 20٪ إلى 90٪ خلال أشهر.
مخاطر محتملة
خبراء البناء يحذرون من أن الجمع بين التطوير والبناء قد يشتت تركيز الشركات، ويزيد من المخاطر في حالة حدوث ركود، إذ قد تبقى المعدات والموارد دون استخدام. ومن المتوقع أن يتجه المقاولون المستقلون للبحث عن فرص في قطاعات أخرى، مثل مشاريع البنية التحتية الحكومية أو النفط والغاز.
مستقبل العقارات في دبي بين النمو والتحديات
تواصل دبي ترسيخ مكانتها كأحد أكثر أسواق العقارات ديناميكية في العالم، مستفيدة من النمو السكاني السريع وارتفاع الطلب المحلي والدولي. ومع اعتماد المطورين على المقاولات الداخلية، يكتسب القطاع مزيدًا من المرونة والسيطرة على التكاليف والجودة. ومع ذلك، تبقى هناك تحديات مرتبطة بالمخاطر التشغيلية واحتمالات تقلب السوق. وفي ظل خطط التوسع الطموحة، سيظل التوازن بين النمو المستدام وإدارة المخاطر هو العامل الحاسم في رسم ملامح مستقبل هذا القطاع الحيوي.