شهدت غزة يوم الأربعاء تصعيدًا عسكريًا واسعًا من قبل الجيش الإسرائيلي، حيث استهدفت الغارات الجوية والمدفعية مناطق عدة في مدينة غزة تمهيدًا لعملية إعادة السيطرة عليها. وأعلنت وزارة الصحة في القطاع أن 123 شخصًا قتلوا خلال 24 ساعة، في أسوأ حصيلة يومية منذ أسبوع.
تصريحات مثيرة للجدل من نتنياهو وترامب
أعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طرح فكرة السماح للفلسطينيين بمغادرة القطاع، وهي الفكرة التي رحب بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال نتنياهو لقناة أخبار 24 “كل من يريد مساعدة الفلسطينيين عليه أن يفتح لهم أبوابه بدلًا من إلقاء المحاضرات علينا”، في تصريح سبب انتقادات واسعة من قادة عرب ودوليين، الذين شبهوا الأمر بـ”نكبة” جديدة.
غارات ودمار واسع
شنت الطائرات والدبابات الإسرائيلية قصفًا مكثفًا على أحياء الزيتون والشجاعية شرق غزة، ما أدى إلى تدمير عشرات المنازل ومقتل 12 شخصًا في قصف على منزل بحي الزيتون. كما دمرت الدبابات منازل شرق خان يونس، بينما قتل تسعة مدنيين برصاص الجيش الإسرائيلي خلال محاولتهم الحصول على مساعدات في وسط القطاع، وفق مصادر طبية فلسطينية.
أزمة جوع متفاقمة
أعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة 8 أشخاص، بينهم 3 أطفال، جراء الجوع وسوء التغذية خلال 24 ساعة، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات بسبب الجوع منذ بداية الحرب إلى 235 حالة، بينهم 106 أطفال. في المقابل، تنفي إسرائيل هذه الأرقام وتتهم حركة حماس بسرقة المساعدات.
مفاوضات برعاية مصرية
عقد كبير مفاوضي حماس، خليل الحية، لقاءات مع مسؤولين مصريين في القاهرة لبحث وقف الحرب، إدخال المساعدات، وإنهاء معاناة سكان غزة. وقد أكدت مصادر أمنية مصرية أن المحادثات شملت إمكانية التوصل لوقف شامل لإطلاق النار مقابل تخلي حماس عن الحكم في القطاع وتسليم سلاحها، وهو ما رفضته الحركة قبل انسحاب الاحتلال.
أزمة إنسانية غير مسبوقة
أعرب وزراء خارجية 24 دولة، بينها بريطانيا وفرنسا وكندا واليابان، عن قلقهم الشديد إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية، ودعوا إسرائيل إلى السماح بدخول المساعدات دون قيود. وأعلنت إسرائيل إدخال نحو 320 شاحنة عبر معبري كرم أبو سالم وزكيم خلال يوم واحد، إضافة إلى 3 صهاريج وقود و97 طردًا من المساعدات الجوية، لكن الأمم المتحدة أكدت أن الكميات لا تزال غير كافية.
تواصل غزة دفع ثمن حرب مدمرة تجاوزت حدود المأساة الإنسانية، وسط تصعيد عسكري إسرائيلي ومعاناة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم. وبينما تتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار، يظل المدنيون في القطاع عالقين بين نيران القصف ونقص المساعدات، في انتظار حلول سياسية وإنسانية توقف نزيف الدم وتعيد الأمل بالحياة.