أعلنت وزارة الدفاع الصينية، اليوم الأربعاء، أنها قامت بمراقبة وإبعاد المدمرة الأميركية “USS Higgins” بعد دخولها المياه القريبة من جزر سكاربورو في بحر جنوب الصين، وهو ممر مائي إستراتيجي يشهد حركة تجارية تتجاوز 3 تريليونات دولار سنويًا.
وأكدت بكين أن السفينة دخلت المنطقة دون إذن مسبق، معتبرة الخطوة انتهاكًا خطيرًا لسيادة الصين وأمنها وتهديدًا مباشرًا للاستقرار الإقليمي. كما أوضحت قيادة مسرح العمليات الجنوبي للجيش الصيني أن القوات البحرية ستظل في حالة تأهب قصوى لحماية مصالح البلاد.
رد واشنطن: حرية الملاحة حق دولي
من جانبها، أوضحت البحرية الأميركية أن تحرك المدمرة جاء ضمن عمليات حرية الملاحة المتوافقة مع القانون الدولي، مشيرة إلى أن الهدف هو ضمان المرور الآمن والاستخدام المشروع للبحار. كما أكد الأسطول السابع أن العملية تعكس التزام واشنطن بمواجهة القيود غير المشروعة التي تفرضها بعض الدول على الممرات المائية الدولية.
تعزيز الحضور الأميركي
الحادثة جاءت بعد يوم واحد فقط من اتهام الفلبين لسفن صينية بتنفيذ مناورات خطيرة وتدخل غير قانوني خلال مهمة إمداد قرب الجزيرة. ووفق وكالة أسوشيتد برس، أرسلت الولايات المتحدة سفينتين حربيتين — المدمرة USS Higgins وقطعة القتال الساحلي USS Cincinnati — إلى المنطقة على بعد نحو 30 ميلاً بحريًا من سكاربورو، دون تسجيل أي مواجهة مباشرة مع الصين. كما أعربت اليابان وأستراليا ونيوزيلندا عن قلقها، داعية إلى ضبط النفس واحترام القانون الدولي.
اعتراض جوي وتصعيد جديد
التوتر لم يقتصر على البحر، إذ أعلنت الفلبين أن مقاتلة صينية اعترضت طائرة خفر سواحل كانت تقل صحفيين، حيث اقتربت منها لمسافة تقارب 200 قدم ونفذت مناورات منخفضة الخطورة لكنها مثيرة للتوتر، وقد سمع الطاقم أوامر صينية بالمغادرة الفورية.
حادث اصطدام بين سفينتين صينيتين
في تطور نادر، اصطدمت سفينة حربية صينية بسفينة أخرى تابعة لخفر السواحل الصيني أثناء محاولة طرد قارب فلبيني، ما أسفر عن أضرار في مقدمة السفينة. الحادث أثار تساؤلات حول إجراءات السلامة والتنسيق داخل الأسطول الصيني.
خلفية النزاع على سكاربورو
تطالب الصين بالسيادة على معظم بحر جنوب الصين، فيما تتداخل مطالبها مع بروناي، إندونيسيا، ماليزيا، الفلبين، تايوان، وفيتنام. وتنفذ الولايات المتحدة عمليات بحرية منتظمة لرفض ما تعتبره قيودًا غير قانونية، بينما ترى بكين أن هذه التحركات استفزازات تمس سيادتها.
أهمية الموقع الاستراتيجية
يمثل بحر جنوب الصين أحد أهم الممرات البحرية في العالم، حيث تمر به سلع بقيمة تتجاوز 3 تريليونات دولار سنويًا، مما يجعل أي تصعيد في المنطقة تهديدًا مباشرًا للاقتصاد العالمي وسلاسل الإمداد الدولية.