تشهد جنوب أوروبا موجة حرائق عنيفة منذ بداية الأسبوع، اندلعت بفعل صواعق أو بفعل متعمد من قبل مجهولين، واشتدت حدتها نتيجة موجة حر استثنائية ورياح قوية. ووفقًا لبيانات مركز الأبحاث المشترك التابع للمفوضية الأوروبية، أتت الحرائق حتى الآن على نحو 440 ألف هكتار في منطقة اليورو منذ بداية 2025، وهو ضعف متوسط المساحة المحترقة في نفس الفترة منذ عام 2006.
اليونان: إخلاءات وتحذيرات جديدة
في مدينة باتراس غرب أثينا، تسببت الحرائق في تدمير غابات الزيتون وقطع حركة القطارات، كما اشتعل مصنع للأسمنت بفعل النيران. وقد أمرت السلطات بإجلاء سكان بلدة تضم نحو 7700 نسمة، وأصدرت تحذيرات لسكان قريتين مجاورتين. كما طُلب من سكان جزيرتي خيوس وكيفالونيا السياحيتين الابتعاد عن مناطق الخطر مع استمرار انتشار النيران.
إسبانيا: قتيل سادس وتحذير وطني
في إسبانيا، لقي متطوع في مكافحة الحرائق يبلغ 35 عامًا مصرعه متأثرًا بحروق بالغة أثناء محاولة إنشاء خطوط عازلة للنيران قرب بلدة نوجاريخاس. كما ارتفع عدد ضحايا الحرائق في البلاد هذا العام إلى ستة أشخاص، بينهم رجلان من فرق الإطفاء في تاراجونا وأفيلا. وقد حذرت وكالة الأرصاد الجوية AEMET من أن معظم أراضي البلاد تواجه خطرًا “شديدًا للغاية” لاندلاع حرائق.
مخاطر بيئية وتوصيات خبراء
أوضح خبراء من المعهد الأوروبي للغابات أن غياب الاستعداد المسبق، مثل إنشاء مناطق عازلة وإزالة الغطاء النباتي القابل للاشتعال، يزيد من خطورة مهام الإطفاء على حياة رجال الإنقاذ. وقد أشار تقرير غرينبيس إلى أن استثمار مليار يورو سنويًا في إدارة الغابات يمكن أن يوفر ما يصل إلى 99 مليار يورو من تكاليف مكافحة الحرائق وأعمال الترميم.
الاشتباه في الحرائق المتعمدة
وقد صرحت وزيرة البيئة الإسبانية سارا أجييسين أن العديد من الحرائق “قد تكون بفعل فاعل” نظرًا لشدة انتشارها. كما أعلنت الشرطة عن توقيف رجل إطفاء في أفيلا، والتحقيق مع امرأة في جاليسيا، إضافة إلى تحديد هوية مشتبه به أصيب بحروق في منطقة قادس.
البرتغال وألبانيا في مواجهة النيران
في البرتغال، اشتعلت حرائق في منطقة ترانكوسو مجددًا بسبب صاعقة برق أعادت إشعال بؤر كانت تحت السيطرة. أما ألبانيا، فوصفت وزارة الدفاع الوضع بـ “الأسبوع الحرج”، حيث يكافح نحو 10 آلاف عنصر من الإطفاء والجيش والشرطة 24 حريقًا، أجبرت سكان قريتين في وسط البلاد على الفرار مع مواشيهم.
موجة حر قياسية في جنوب أوروبا
تزامنت هذه الكارثة البيئية مع موجة حر تاريخية في إسبانيا بلغت ذروتها عند 45 درجة مئوية، ويتوقع استمرارها حتى الإثنين المقبل، لتصبح من أطول الموجات على الإطلاق. وفي إيطاليا، أصدرت وزارة الصحة إنذارات بالحرارة القصوى في 16 مدينة، فيما نقل البابا ليو لقائه الأسبوعي إلى مكان مغلق هربًا من أشعة الشمس.