أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه سيتوجه يوم الاثنين إلى واشنطن لإجراء محادثات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد فشل قمة ألاسكا. وقد جاءت الدعوة بعد مكالمة هاتفية استمرت أكثر من ساعة ونصف يوم السبت، وانضم إليها لاحقًا مسؤولون أوروبيون وحلف شمال الأطلسي.
صرح زيلينسكي على منصة “إكس” أنه سيبحث مع ترامب “كافة التفاصيل المتعلقة بإنهاء الحرب والقتل في أوكرانيا”، مشددًا على أهمية اجتماع ثلاثي يضم الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا.
We had a long and substantive conversation with @POTUS. We started with one-on-one talks before inviting European leaders to join us. This call lasted for more than an hour and a half, including about an hour of our bilateral conversation with President Trump.
Ukraine reaffirms… pic.twitter.com/64IPVhtFaB
— Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) August 16, 2025
قمة بوتين وترامب بلا نتائج
زيارة زيلينسكي تأتي بعد القمة التي جمعت ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، والتي فشلت في تحقيق تقدم بشأن وقف إطلاق النار أو وضع خطة سلام فورية. وقد صرح ترامب عقب القمة أن “أفضل طريقة لإنهاء الحرب هي المضي مباشرة نحو اتفاق سلام بدلًا من الضغط لوقف إطلاق النار”. لكن كييف وحلفاءها الأوروبيين أكدوا أن وقف إطلاق النار شرط أساسي قبل الدخول في أي مفاوضات، بينما ترفض موسكو ذلك.
الموقف الروسي يبقى متشدداً
في بيانه بعد القمة، شدد بوتين على ضرورة معالجة “الأسباب الجذرية” للحرب وضمان “المخاوف المشروعة” لروسيا، دون أي تنازل عن مواقفه المتشددة. كما قال ألكسندر ميريجكو، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني، لوكالة رويترز إن “القمة لم تحقق أي نتائج، وكل طرف بقي متمسكًا بموقفه”، مضيفًا أن بوتين لم يتراجع عن شروطه.
مخاوف أوكرانية من عودة موسكو للساحة الدولية
رغم عدم التوصل إلى اتفاق، عبر بعض المسؤولين الأوكرانيين عن قلقهم من أن بوتين نجح في كسر عزلته الطويلة عن الغرب. ومع ذلك، أشاروا إلى أن أوكرانيا تجنبت “السيناريو الأسوأ” المتمثل في ضغوط لقبول تنازلات قاسية.
العقوبات الأميركية في مهب الريح
ترامب كان قد هدد بفرض عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا إذا لم يقدّم بوتين تنازلات، لكنه تراجع عن هذا الموقف مع اقتراب الموعد النهائي. وبدلاً من تنفيذ العقوبات، دعا بوتين إلى قمة ألاسكا، وهو ما اعتبرته كييف والغرب تراجعًا عن سياسة الضغط.
ضمانات أمنية لأوكرانيا
زيلينسكي شدد على أن أي اتفاق سلام يجب أن يتضمن ضمانات أمنية قوية تحمي أوكرانيا من أي هجوم روسي جديد في المستقبل. كما أكد أنه تلقى “إشارات إيجابية” من الجانب الأميركي حول استعداد واشنطن للمشاركة في تقديم هذه الضمانات ضمن إطار تفاوضي أوسع.
استمرار التصعيد العسكري
في الوقت الذي تجري فيه هذه المحادثات، لا تزال المعارك مستمرة على الأرض. حيث يتواصل القصف بالصواريخ والطائرات المسيّرة بين القوات الروسية والأوكرانية، في إشارة إلى أن الدبلوماسية لم توقف التصعيد العسكري حتى الآن.