شهد ملعب أنفيلد افتتاح الدوري الإنجليزي الممتاز بمشهد مؤثر، حيث وقف اللاعبون والجماهير دقيقة صمت حدادًا على المهاجم البرتغالي ديوغو جوتا وشقيقه أندريه سيلفا اللذين توفيا في حادث سير. وقد ارتدى اللاعبون شارات سوداء، بينما رفعت الجماهير لافتات تحمل أرقام قميص جوتا (20) في تكريم عاطفي، ورددت أغنية “لن تسير وحدك أبداً” وسط دموع المشجعين.
بداية قوية وإثارة مبكرة
ليفربول بطل الدوري دخل المباراة بقوة، وسجل الوافد الجديد هوجو إيكيتيكي هدفه الأول بقميص “الريدز” في الدقيقة 37، قبل أن يضاعف كودي جاكبو النتيجة في الدقيقة 49. لكن بورنموث رد بقوة عبر المهاجم الغاني أنطوان سيمينيو، الذي سجل هدفين في الدقيقتين 64 و76، مستغلاً أخطاء دفاعية واضحة من خط دفاع ليفربول. المباراة توقفت مؤقتًا بعدما أبلغ سيمينيو عن تعرضه لإساءات عنصرية، وهو ما أثار إدانات واسعة من الناديين والاتحاد الإنجليزي.
تدخل البدلاء وحسم المواجهة
مع اقتراب النهاية، دفع المدرب آرنه سلوت بالمهاجم الإيطالي فيدريكو كييزا الذي خطف هدف التقدم في الدقيقة 88، قبل أن يضيف محمد صلاح الهدف الرابع في الدقيقة 94، ليؤكد انتصار “الريدز”. ولم يكتفِ صلاح بالتسجيل، بل أصبح في المركز الرابع بقائمة هدافي الدوري الإنجليزي التاريخيين.
أرقام قياسية جديدة لمحمد صلاح
هدف صلاح حمل أبعادًا خاصة، حيث رفع رصيده إلى 187 هدفًا في الدوري الإنجليزي ليعادل رقم أندي كول في المركز الرابع بقائمة الهدافين التاريخيين. كما عزز مكانته كأكثر اللاعبين تسجيلًا في المباريات الافتتاحية بتاريخ البريميرليغ بـ 10 أهداف. وقد احتفل صلاح بتقليد احتفالية جوتا الشهيرة “القرش”، ورفع يديه للسماء باكيًا وهو يتجه نحو جماهير “الكوب” التي هتفت باسم زميلهم الراحل.
تصريحات المدرب واللاعبين
أشاد المدرب آرنه سلوت بأداء كييزا، موضحًا أن الهدف جاء في لحظة حاسمة ومنح الجماهير فرحة كبيرة، خاصة بعد دعمهم المتواصل له. في المقابل، أكد المهاجم الفرنسي هوجو إيكيتيكي أن الأهم كان تحقيق الفوز من أجل ديوغو جوتا والجماهير، مشددًا على أن روح الفريق هي ما صنعت الفارق. وفي الجانب الآخر، أدان قائد بورنموث آدم سميث الحادثة العنصرية التي تعرض لها زميله سيمينيو، معتبرًا أن مثل هذه التصرفات غير مقبولة على الإطلاق ولا يجب أن تحدث في هذا العصر.
ليفربول بدأ الموسم بقوة، لكن المباراة حملت الكثير من الدلالات الإنسانية. من تكريم جوتا، إلى مواجهة العنصرية، وصولاً إلى أهداف صلاح وكييزا التي خطفت الأنظار، كان أنفيلد شاهداً على ليلة كروية استثنائية.