شهدت الأسواق العالمية تفاعلات محدودة بعد القمة التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة، والتي انتهت دون التوصل إلى اتفاق بشأن الحرب في أوكرانيا.
ردود خبراء الاقتصاد والطاقة
هيليما كروفت، رئيسة استراتيجية السلع في “آر بي سي كابيتال ماركتس”، قالت إن النتائج جاءت متوقعة، حيث أُطلقت تصريحات دبلوماسية من دون تفاصيل عملية. وأشارت إلى أن الأوروبيين لن يغيروا موقفهم من العقوبات على الطاقة الروسية، فيما يظل مصير العقوبات الثانوية على الهند غير محسوم.
أما إريك تيل، كبير مسؤولي الاستثمار في “كوميريكا”، فاعتبر أن غياب العقوبات الاقتصادية يمثل ارتياحاً للأسواق، مؤكداً أن قطاع الطاقة قد يشهد انتعاشاً قصير المدى مع بقاء أسعار النفط منخفضة نسبياً وزيادة الطلب الموسمي.
تأثير محدود على الأسواق المالية
كارول شليف، كبيرة المحللين في “بي إم أو برايفت ويلث”، أكدت أن القمة لم تحمل أي جديد مؤثر في الأسواق، مشيرة إلى أن المستثمرين يركزون حالياً على مؤشرات التضخم وسياسات البنوك المركزية أكثر من الصراع الجيوسياسي.
من جهته، أشار مايكل أشلي شولمان، مدير الاستثمار في “رَننغ بوينت”، إلى أن مرور ثلاث سنوات على الحرب جعل الأسواق تتعامل مع الوضع باعتباره “أمراً واقعاً”، معتبراً أن التأثير سيكون محدوداً.
خطوات دبلوماسية مرتقبة
أوضح يوجين إبستين من “مونيكورب” أن القمة كانت مجرد خطوة أولى لإظهار استعداد الطرفين لمواصلة الحوار، لافتاً إلى أن أي نتائج ملموسة ستحتاج إلى جولات إضافية.
بينما توقع توم دي غالاما من “ميشلر فاينانشال” أن يشهد الشهر المقبل لقاءً ثلاثياً يجمع ترامب وبوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مع إمكانية التوصل إلى اتفاق خلال 30 يوماً.
غياب أوكرانيا عن الطاولة
أشار جيمي كوكس، الشريك في “هاريس فاينانشال غروب”، إلى أن غياب أوكرانيا عن المفاوضات قلل من فرص التوصل إلى اتفاق سلام، مضيفاً أن حضور بوتين كان بحد ذاته لافتاً، لكنه لن ينهي الحرب في لقاء يعقد على الأراضي الأمريكية.
القمة بين ترامب وبوتين لم تحقق اختراقاً يذكر في ملف أوكرانيا، لكنها فتحت الباب لمحادثات مقبلة قد تشمل أطرافاً أوسع. أما الأسواق، فقد تعاملت مع النتيجة كأمر متوقع، مع ترقب أكبر للتطورات الاقتصادية الداخلية مثل التضخم وسياسات الفيدرالي الأمريكي.