شهدت إسرائيل اليوم الأحد 17 أغسطس 2025 يوم احتجاجات واسعة النطاق دعت إليه عائلات الأسرى الإسرائيليين للمطالبة بصفقة تبادل مع حركة حماس وإنهاء الحرب في قطاع غزة. شمل التحرك ما وصف بـ”يوم توقف عام”، حيث أُغلقت طرق رئيسية بين تل أبيب والقدس، وتوقفت بعض المؤسسات عن العمل، كما شارك طلاب الجامعات وأصحاب المحلات التجارية في الإضراب.
المتظاهرون أشعلوا إطارات وأغلقوا الطرق، ورفعوا لافتات تطالب الحكومة بالتحرك السريع لإعادة الأسرى. وبحسب وكالة رويترز، فقد امتدت الاحتجاجات لتصبح الأكبر منذ بداية الحرب على غزة.
غضب الوزراء واتهامات بالخيانة
أثارت المظاهرات غضب وزراء في الحكومة، حيث اعتبر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أن المحتجين “يجعلون إسرائيل ضعيفة” وأن الإضراب “يشجع على رفض الخدمة العسكرية ويعزز حماس”.
وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ذهب أبعد من ذلك، قائلاً إن “المظاهرات تدفن المختطفين وتعرض مستقبل إسرائيل للخطر”، بينما وصف وزير الثقافة والرياضة ميكي زوهار إغلاق الطرق بأنه “مكافأة للعدو وخطأ فادح”.
تدخل الشرطة واعتقالات واسعة
الشرطة الإسرائيلية ردت على التصعيد باستخدام خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، وأكدت وسائل إعلام محلية أن نحو 32 إلى 38 شخصًا تم اعتقالهم خلال الاحتجاجات في تل أبيب ومدن أخرى. هذا التعامل الأمني العنيف زاد من حالة الغضب بين عائلات الأسرى التي اتهمت الحكومة بمحاولة إسكات أصواتها بدلًا من السعي لإيجاد حل.
دعم المعارضة للمحتجين
المعارضة الإسرائيلية أعلنت دعمها الكامل للمظاهرات. زعيم المعارضة يائير لبيد شارك في الاحتجاجات مؤكداً أن “النضال سيستمر حتى عودة جميع الأسرى من غزة”. كما دعا يائير غولان، من حزب الديمقراطيين الإسرائيلي، المواطنين إلى المشاركة في الإضراب، بينما شدد بيني غانتس، زعيم “معسكر الدولة”، على أن “مهاجمة عائلات الأسرى تضعف الجبهة الداخلية، ودعمهم يقوينا جميعاً”.
رسالة غاضبة لوزراء الليكود
عائلات الأسرى وجهت رسالة مباشرة إلى وزراء حزب الليكود، مطالبة بوقف ما وصفوه بـ”إهانة المختطفين وأسرهم”. وحذرت من أن استمرار تجاهل الأزمة سيجعل الوزراء “يتحملون مسؤولية تاريخية ستلاحقهم بالعار”.
الأزمة الإنسانية في غزة تزيد الضغوط
في الوقت الذي تصاعدت فيه الاحتجاجات داخل إسرائيل، ازدادت الأزمة الإنسانية في غزة سوءًا. تقارير دولية أكدت وفاة مئات الأشخاص بسبب الجوع وسوء التغذية، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة.
ورغم تصاعد الضغط الشعبي، لا يزال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرفض أي اتفاق لا ينهي سيطرة حماس على غزة، بينما تتحدث تقارير عن استعداد الحركة لتقديم استجابة جزئية قد لا تلبي جميع الشروط الإسرائيلية.