أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن معركة توحيد سوريا بعد سقوط النظام “يجب ألا تكون بالدماء أو القوة العسكرية”. وأوضح أن أي مشروع لتقسيم البلاد مرفوض، مشددا على ضرورة إيجاد آلية للتفاهم بعد سنوات الحرب الطويلة. وقد جاءت تصريحاته خلال جلسة حوارية مع شخصيات بارزة من محافظة إدلب، حضرها وزراء وسياسيون، وبثها التلفزيون الرسمي ليلة الأحد.
اتهام إسرائيل بالتدخل في الجنوب
اتهم الشرع إسرائيل بالتدخل المباشر في الجنوب السوري، معتبرا أن بعض القوى المحلية تحاول الاستقواء بدعم إقليمي، وهو أمر وصفه بـ”الصعب وغير القابل للتطبيق”. كما أشار أيضا إلى وقوع تجاوزات من مختلف الأطراف، بما في ذلك عناصر الجيش والأمن، مؤكدا التزام الدولة بمحاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات.
مظاهرات السويداء وتصاعد التوتر
تصريحات الشرع جاءت بعد يوم واحد من مظاهرة حاشدة في مدينة السويداء، حيث رُفعت أعلام إسرائيل إلى جانب صور شيخ العقل حكمت الهجري، أحد أبرز مشايخ الطائفة الدرزية. وقد ردد المحتجون هتافات مناهضة للسلطات في دمشق، ورفعوا لافتات تطالب بـ”حق تقرير المصير”، في إشارة إلى رغبة بعض الأطراف في استقلالية أكبر للمحافظة. وقد شهدت السويداء الشهر الماضي أعمال عنف دامية أودت بحياة أكثر من 1600 شخص.
خلفية الأحداث الدامية في السويداء
اندلعت أعمال العنف في 13 يوليو/تموز بين مسلحين دروز وبدو، قبل أن تتوسع بمشاركة القوات الحكومية وعشائر مسلحة. كما تخللت الأحداث عمليات إعدام ميدانية وانتهاكات واسعة، بالتزامن مع غارات إسرائيلية قرب القصر الرئاسي في دمشق ومقر هيئة الأركان، وسط تعهدات إسرائيلية بحماية الدروز.
الملف الكردي ومحادثات الإدارة الذاتية
تطرق الشرع أيضا إلى ملف شمال شرق سوريا، مؤكدا أن المفاوضات مع الإدارة الذاتية الكردية ستقود إلى اتفاق يجري بحث آليات تنفيذه. وأشار إلى أن خلافات داخلية عطلت تنفيذ التفاهم الموقّع في مارس/آذار مع قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، والذي تم برعاية أميركية.
وبحسب مصادر مطلعة، التقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مسؤولا رفيعا من الإدارة الكردية في دمشق مطلع الأسبوع، وذلك بعد أيام من مقاطعة الحكومة لمحادثات كان من المفترض عقدها في فرنسا.