أعلنت وكالة الطوارئ الوطنية في نيجيريا عن فقدان أكثر من 40 شخصًا إثر غرق قارب كان يقل نحو 50 راكبًا في ولاية سوكوتو شمال غرب البلاد. وقد وقع الحادث يوم الأحد عندما كان الركاب في طريقهم إلى سوق غورونيو، وهو واحد من أشهر أسواق المنتجات الغذائية في المنطقة.
عدد الناجين والمفقودين
أكدت رئيسة الوكالة، زبيدة عمر، أن عشرة أشخاص فقط جرى إنقاذهم حتى الآن. بينما لا يزال العشرات في عداد المفقودين، ما يرفع المخاوف من ارتفاع عدد الضحايا. كما أوضحت الوكالة أنها تعمل بالتنسيق مع السلطات المحلية وفِرق الاستجابة السريعة في عمليات بحث وإنقاذ مكثفة. وتهدف هذه الجهود إلى العثور على المفقودين بأسرع وقت ممكن.
أسباب الحوادث المتكررة
تشير تقارير محلية ودولية إلى أن حوادث القوارب في نيجيريا تتكرر لعدة أسباب. أولًا، التحميل الزائد للقوارب بأكثر من سعتها يجعلها عرضة للانقلاب بسهولة. كما أن ضعف الصيانة وتهالك وسائل النقل النهري يزيد من خطورة الرحلات. وإضافة إلى ذلك، فإن غياب معدات السلامة مثل سترات النجاة يفاقم من حجم الكارثة عند وقوع أي حادث. وأخيرًا، يبرز ضعف الرقابة في تطبيق القوانين البحرية كعامل أساسي يساهم في استمرار هذه المآسي المتكررة.
موسم الأمطار ومخاطره
تتزايد حوادث الغرق خلال موسم الأمطار الممتد من مارس إلى أكتوبر، حيث ترتفع مستويات الأنهار وتزداد قوة التيارات المائية، مما يجعل التنقل النهري أكثر خطورة، خاصة في المناطق الريفية التي تعتمد على القوارب للوصول إلى الأسواق.
حوادث سابقة مشابهة
الحادث الأخير ليس الأول من نوعه. فمنذ ثلاثة أسابيع فقط، لقي ما لا يقل عن 13 شخصًا مصرعهم، بينما فُقد العشرات بعد غرق قارب آخر كان يقل نحو 100 راكب في ولاية النيجر شمال وسط نيجيريا.
مخاطر التنقل النهري في نيجيريا
تتكرر مثل هذه الحوادث في نيجيريا نتيجة الاكتظاظ في القوارب وضعف إجراءات السلامة، ما يجعل التنقل عبر الأنهار مصدر قلق دائم للسكان الذين يعتمدون عليه للوصول إلى الأسواق والمناطق النائية.
يمثل حادث غرق القارب في ولاية سوكوتو حلقة جديدة في سلسلة مأساوية من الحوادث التي تشهدها نيجيريا على طرقها المائية. ومع استمرار فقدان العشرات وغياب معايير السلامة، يزداد الضغط على السلطات لتشديد الرقابة وتطبيق القوانين الخاصة بالنقل النهري. وفي ظل اعتماد آلاف المواطنين على القوارب للوصول إلى الأسواق والمناطق النائية، تبقى الحاجة ملحة إلى إصلاحات عاجلة وضمانات حقيقية لحماية الأرواح ومنع تكرار مثل هذه الكوارث.